كامب ديفيد (ماريلاند) (وكالات): شدد البيان الختامي لقمة كامب ديفيد على أن واشنطن ستستخدم القوة العسكرية للدفاع عن شركائها الخليجيين، إلى جانب التزام الطرفين الخليجي والأمريكي بالعلاقة الاستراتيجية. وأشار بيان كامب ديفيد إلى وجود التزام بالعمل المشترك لمواجهة اي عدوان على دول الخليج، كما أن واشنطن ستتعاون مع دول الخليج لردع ومواجهة أي تهديد. وفي مجال محاربة الإرهاب، فقال البيان إن هناك اتفاقًا على تعزيز آليات مكافحة الإرهاب. وفي الملف النووي الإيراني، أشار بيان كامب ديفيد إلى أن أي اتفاق شفاف وملزم حول نووي ايران يجب أن يعزز أمن المنطقة. وبشأن سوريا، أوضح البيان أن الأسد فقد شرعيته ولا دور له في مستقبل سوريا. وأكد البيان التزام دول الخليج ببناء قدرات دفاعية صاروخية في أرجاء المنطقة تشمل نظاماً للإنذار المبكر وأمريكا ستقدم المساعدة الفنية. كما أكد البيان ان أمريكا وحلفاء الخليج سيعملون معا للتصدي لأنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة. وعبّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ختام قمة كامب ديفيد عن التزام واشنطن مع دول الخليج لتعزيز سبل التعاون، وقال في كلمة ختامية إن النقاشات كانت عميقة وصريحة ومطولة مع قادة دول الخليج، وعرّجنا ليس فقط على صفقة النووي الإيراني، ولكن على الفرص كي لا تتمكن إيران من الحصول على السلاح النووي وكي لا يكون هناك سباق نحو التسلح النووي. وأضاف أوباما بقوله: ناقشنا الأزمة في سوريا واليمن، وناقشنا موضوع مواجهة التطرف العنف والتطرف، والعمل الإضافي لمواجهة داعش. وأقرّ أوباما بوجود تغيّرات استثنائية في دول الخليج، لكنه أضاف بقوله: لكننا قادرون على تقوية بعضنا والعمل على قضايا مثل مكافحة الإرهاب والانتشار النووي والصراعات. وتقدم أوباما بالشكر لكل المشاركين في القمة، وقال: أعتقد أن عملاً دؤوباً ينتظرنا، وأؤكد أنها ليست فرصة لالتقاط الصور، وإنما سلسلة عمل مستمر، حيث سيكون هناك لقاء قمة السنة المقبلة. من جانبه، تحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد نيابة عن قادة الخليج المشاركين في القمة، وقال: إن النقاشات كانت مثمرة وجيدة، وهناك أمور تم الاتفاق عليها مع أمريكا. وبخصوص الاتفاق النووي الإيراني، قال أمير قطر: إن كل دول مجلس التعاون ترحب بهذا الاتفاق، وتتمنى أن يكون عامل استقرار، وقد تحدثنا عن ضرورة عدم التدخل في شؤون دول المنطقة. وفي بداية القمة، قال بن رودس نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي للصحفيين إن المحادثات في قمة كامب ديفيد تركز بدرجة أكبر على الضمانات العامة بشأن المساعدة التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة بخصوص الأمن. وقال إن الرئيس باراك أوباما أطلع قادة دول الخليج على التطورات في ملف إيران النووي، وإن واشنطن ملتزمة بألا يكون هناك سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط. وقال رودس إن واشنطن ملتزمة بأمن منطقة الخليج، ووصف العلاقة الأمنية الأمريكية الخليجية بـخطة تأمين لأمن المنطقة تضمنها واشنطن. وأضاف أن دول الخليج لم يسبق وأن أبدت رغبتها في امتلاك أسلحة نووية، مؤكدًا التزام واشنطن بأمن المنطقة. ووصف السياسة الخارجية الإيرانية مجدداً بـالمعيقة للاستقرار في الشرق الأوسط. وكشف المسؤول الأمريكي أن قادة دول الخليج المشاركين في القمة الأمريكية الخليجية في كامب ديفيد أبدوا تخوفات حول السياسة الإيرانية في المنطقة أكثر من تخوفات سابقة حول ملف إيران النووي. وقال إن دول الخليج هي أقرب الحلفاء لأمريكا في الشرق الأوسط، وأن الاتفاق مع إيران محصور بالملف النووي، وقد يدفع إيران إلى وقف سياستها المهددة الاستقرار في المنطقة، وتندمج في المجتمع الدولي. وشدد على أن مستوى الحضور كان عالياً في كل الوفود. وكشف رودس عن برنامج تعاون عسكري مكثف بين الولايات المتحدة ودول الخليج يشمل مناورات عسكرية وتسليحاً وتدريباً للجيوش المشاركة في المؤتمر. وقال إن هناك بعضاً الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي، ومع واشنطن لكن المصالح الاستراتيجية أكبر من الخلافات، وليس مطلوباً من الحلفاء أن يتفقوا على كل الملفات. وبخصوص حادث إطلاق نار إيرانية على سفينة تحمل علم سنغافورة قرب مضيق هرمز أمس، قال رودس إن السفن الأمريكية لم تكن جزءاً مما وقع، لكن مثل هذا الحادث يقلق دول الخليج وواشنطن. وقال إن إيران كانت عرضة للعقوبات الدولية لسنوات، وفي ظل العقوبات وجدت التمويل لزعزعة استقرار المنطقة واستمرار برنامجها النووي. وقال إن العقوبات أجبرت إيران على القدوم لطاولة المفاوضات، لكن مواجهة سياسة إيران في زعزعة استقرار المنطقة يستلزم خيارات أكثر من العقوبات. وقال رودس إن الملف السوري سيطرح على طاولة المفاوضات مساء الخميس، وأضاف أن واشنطن تنسق مع دول الخليج في تقديم المساعدات للمعارضة السورية المعتدلة. وتحدث رودس عن تعاون ناجح بين دول الخليج والولايات المتحدة في مواجهة تنظيم داعش عسكرياً ومالياً وفي مواجهة دعاية التنظيم. وفي الملف اليمني، قال رودس إن هناك قناعة مشتركة بين أمريكا ودول الخليج حول ضرورة وقف إطلاق النار لتقديم المساعدات الإنسانية، وإيماناً مشتركاً بأن الحل العسكري لن يحل المشكل في اليمن. وكان اوباما استقبل ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي الست - السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر - في أول لقاء عمل في المقر الرئاسي الصيفي على بعد نحو مئة كيلومتر شمال واشنطن. وفي مؤشر الى الاهمية الرمزية التي اراد اضفاءها على هذا اللقاء، فهي المرة الثانية فقط (بعد قمة مجموعة الثماني في مايو 2012) التي يستقبل فيها الرئيس الامريكي قادة اجانب في مقر كامب ديفيد.