على وقع عاصفة الحزم وإعادة الأمل، يكمل الجيش السعودي عامه الـ92 من تأسيسه على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، في 25 رجب 1344، واستطاع خلالها أن يحقق مراتب متقدمة عالميا. فمن 60 رجلا عام 1319 إلى الجيش الأول في منطقة الخليج العربي بـ300 ألف مقاتل، والثالث عربيا، والـ28 عالميا وفق آخر تقييم نشرته "جلوبال فاير باور"، وهي إحدى أبرز المؤسسات البحثية الأميركية المتخصصة في تقديم قواعد بيانات تحليلية عن القوى العسكرية في العالم. قوة نظامية بدأ الجيش السعودي بـ60 رجلا، قادهم المغفور له الملك عبدالعزيز، من الكويت إلى الرياض لاستعادتها، ليتم له ذلك بـ40 رجلا بعد معركة في صباح السبت، الخامس من شهر شوال 1319، وبانتهاء مرحلة توحيد المملكة شرع الملك عبدالعزيز في إعادة تنظيمهم عام 1344، كما أصدر أمره بتشكيل حامية جدة بتاريخ 20 ربيع الآخر 1345، وعام 1348 رأى المؤسس وجوب مجاراة الجيوش الحديثة في التنظيم والتسليح، فأمر بتشكيل أول نواة لوحدات الجيش السعودي النظامي من ثلاثة قطاعات، سميت أفواج المشاة والمدفعية والرشاشات، وأسس في العام نفسه مديرية للأمور العسكرية تُعنى بشؤون الجند وتشرف على أمور هذه القوة النظامية، وكان مقرها الرئيس في مكة المكرمة تتبع وكالة المالية في ذلك الوقت. بعد تكوين هذا الجيش استعرضت وحداته أمام جلالة الملك عبدالعزيز، في مدينة جدة عام 1349، وكان ذلك إيذانا ببدء التنظيم الحديث للجيش السعودي، وترتيب أجهزته التنفيذية والإدارية التي آلت، فيما بعد، لتحويل الفرق إلى جيش نظامي يليق بالمكانة المشرفة للمملكة، وعندما زاد عدد القوات النظامية وكثرت الأعباء الإدارية والتنظيمية فوق مقدرة مديرية الأمور العسكرية، اقتضت الحاجة تشكيل وكالة للدفاع مع استمرار وجود مديرية الأمور العسكرية وذلك عام 1353، ومقرها مدينة الطائف، كما عين الشيخ عبدالله بن سليمان، أول وكيل لوكالة الدفاع في تشكيلها الجديد، إضافة إلى مهماته وزيرا للمالية. رافق ذلك إعادة تشكيل وحدات الجيش إلى: سلاح المشاة وسلاح المدفعية وسلاح الفرسان وشكلت منها أفواج "كتائب – ألوية" زودت بأفضل الأسلحة آنذاك من رشاشات ومدافع وما تحتاج إليه من وسائل النقل وأجهزة اللاسلكي، ووزعت على أنحاء المملكة حسب الحاجة الدفاعية. فرقة مدرعة وأنشئت مدرسة عسكرية في مدينة الطائف عام 1353، للاستفادة منها في تخريج العسكريين وتدريبهم، إلا أنها ألغيت فيما بعد لانتفاء الحاجة إليها، وبتوحيد المملكة تعددت المهمات العسكرية وتنوعت اختصاصاتها، فأعيد عام 1355 تشكيل المدرسة العسكرية في الطائف التي أصبحت مركزا للتدريب، وعام 1358 أُلغيت مديرية الأمور العسكرية وشكلت بدلا منها رئاسة أركان حرب الجيش المرتبطة بوكالة الدفاع، فبدأت بتنظيم الجيش وتوحيد الزي العسكري لمنسوبيه، وتحديد الشارات المميزة له، كما تم تشكيل أول فرقة مدرعة سميت الفرقة الأولى المدرعة للجيش، وأُلحقت بالحرس الملكي في الرياض بعد إتمام تدريبها، وشكلت بعد ذلك الفرقة الأولى للخيالة "الفرسان"، وشُكلت أول فوج مشاة متكامل، وبعد ذلك انتقلت رئاسة هيئة أركان حرب الجيش إلى الرياض تبعا لوكالة الدفاع. ونتيجة للتوسع الهائل في أعمال الدفاع وزيادة متطلباته صدر بتاريخ 5/ 11/ 1363، مرسوم ملكي يقضي بإنشاء وزارة للدفاع لتحل بدلا من وكالة الدفاع، وعين الأمير منصور بن عبدالعزيز، يرحمه الله، أول وزير لها. عندئذ بدأ إحضار الخبراء للاستفادة من خبراتهم في مجالات التدريب المختلفة، كما تم ابتعاث عدد من منسوبي الجيش العربي السعودي إلى البلاد العربية والصديقة للدراسة والتدريب، وأسست أولى المدارس للإشارة واللاسلكي، ومدرسة للصحة والإسعاف، وبهذا اكتمل تأسيس اللبنة الأولى للجيش العربي السعودي والقوات البرية. وبعد وفاة الأمير منصور بن عبدالعزيز، في 25/ 7/ 1370، عين خلفا له صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وزيرا للدفاع في السادس من شعبان 1370 الذي جلب خبراء لتطوير الجيش السعودي، وابتعث عددا من منسوبيه. وفي تاريخ 2/ 3/ 1373، حين فقدت الأمة العربية والإسلامية مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز، ليتولى الوزارة بعد ذلك بفترة الأمير فهد بن سعود بن عبدالعزيز، بتاريخ 2/ 6/ 1376، ثم تولاها من بعده الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز بتاريخ 2/ 6/ 1380. عهد جديد وكانت بداية التطور الحديث للقوات المسلحة السعودية، عندما صدرت الأوامر السامية بتاريخ 3/ 6/ 1382، بتعيين الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيرا للدفاع والطيران ومفتشا عاما للجيش، عندها توسعت أعمال وزارة الدفاع والطيران، وتم في 10/ 5/ 1389، تعيين صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود نائبا لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وعام 1403 صدر الأمر الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائبا لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وصدرت في 27/ 12/ 1396، توجيهات الأمير سلطان بن عبدالعزيز بإقرار أول تنظيم يعدل مسمى الجيش العربي السعودي إلى القوات البرية الملكية السعودية، وتمت إعادة تشكيل رئاسة هيئة أركان حرب الجيش لتصبح رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، إذ شُكلت القوات البرية بحسب الإمكانات المتاحة من طاقة بشرية وآليات ومعدات. وبعد وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز وفي الـ9 من ذي الحجة 1432، أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، أمرا ملكيا بتعيين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وزيرا للدفاع، وفي الثالث من ربيع الثاني للعام الحالي صدر أمر ملكي بتعيين ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزيرا للدفاع. وبعد هذه السنوات وفق آخر تقييم نشرته "جلوبال فاير باور" أخيرا، ذكر أن المملكة تملك 1210 دبابات، و5472 عربة مدرعة مقاتلة، و524 مدفعا ذاتي الحركة، و432 مدفعا مجرورا، و322 راجمة صواريخ متعددة القذائف. ويضم سلاح الجو 155 مقاتلة اعتراضية، و236 طائرة هجومية ثابتة الجناح، و187 طائرة نقل و168 طائرة تدريب، و200 مروحية، ويتضمن أسطول سلاح الجو طائرات من نوع إف 15 وتورنيدو ويوروفايتر تايفون. أما سلاح البحرية، فيتكون من 55 قطعة بحرية، من بينها سبع فرقاطات، وتسعى المملكة إلى شراء غواصات، ويقوم قرابة 16 ألف فرد على أنظمة الدفاع الجوي، و2500 فرد مكلفون بالصواريخ الاستراتيجية.