في تصور كثير من الرياضيين أن البطل هو الذي لا يتلقّي أي خسارة في الدوري ، و كان هذا التصور قد بدأ من نادي الاتفاق السعودي حين حسم بطولة الدوري بلا خسارة . مع مرور الزمن نسي الرياضيون البطولة و انصب تفكيرهم على الجزء الأخير من العبارة ، أن يخرج الفريق من الدوري بلا خسارة ، فهل تكفي هذه الصفة لتتويج الفريق بطلا ؟ النادي الأهلي أجاب على هذا السؤال في هذا الموسم حين خرج إلى هذه اللحظة بلا خسارة ، حين فكّر في ألا يُهزٓم و لم يفكّر أن يفوز ، فخرج بسلسلة من التعادلات ، أو بتعبير أدق ، بسلسلة من الهزائم المقنّعة ! ، و في المقابل فكّر النصر في النصر فقط . صحيح أنه تلقّى هزيمتين من الأهلي ، لكنه جعل هاتين الهزيمتين خطوتين إلى الوراء من أجل أن يندفع بقوّة نحو اللقب ، فكان كل تفكيره في أن يفوز ، في حين أن الأهلي شحذ عزيمته بفكرة أنه لم يخسر ، فصارت غايته ألا يخسر ، فخرج خاسرا لأنه لم يخسر ، لأنه رسم ملامح البطل في ذهن لاعبيه بما هو مألوف عند الجماهير الرياضية ، أما النصر فكسر هذا التصوّر القديم و نظر إلى عدد الفوز في لقاءاته و لم ينظر إلى حقل الهزيمة ، و هذا هو التصوّر الصحيح لمفهوم البطل ، من ينتصر أكثر ، و ليس من لا يخسر ، لأنه بالإمكان ألا تخسر شيئا أبدا في حياتك بمجرد أن تقرر أنك لن تخوض مغامرة أبدا و لن تسير إلى الأمام مطلقا ، و برغم أن الأهلي خرج بلا خسارة إلا أنه أيضا خرج بلا جسارة ! ضامن الغربي