بمشاركة عدد كبير من المختصين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، انطلقت مساء أمس الأول في أبوظبي أعمال مؤتمر أبوظبي الرابع للترجمة تحت شعار (الترجمة الروائية: الصعوبات والتحديات)، تزامناً مع اليوبيل الفضي للمعرض. وخلال أربعة أيام، يقوم المشاركون في المؤتمر الذي ينظمه مشروع (كلمة) للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بتسليط الضوء على واقع حركة الترجمة الروائية من اللغة العربية وإليها، والصعوبات والتحديات التي تواجهه، واقتراح الحلول المناسبة للمعوقات التي تواجه مترجمي الرواية للنهوض بحركة ترجمتها بشكل عام، كما سيناقش المختصون في ورش عمل تدريبية متعددة نصوصاً متخصصة باللغة الإنجليزية والإسبانية واليابانية، بهدف استخلاص وغرس مهارات فنية معينة تتعلق بنقل النص إلى اللغة المستهدفة، ويتولى قيادة ورش العمل مجموعة من المديرين، وهم أكاديميون ومتخصصون ومحترفون في مجال الترجمة. وفي حفل افتتاح المؤتمر، رحّب جمعة عبد الله القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بصناع الكتاب والترجمة والأدب والفكر والمعرفة من مختلف أنحاء العالم والذين يشكلون عماد هذا المؤتمر. وأكد المكانة المهمة التي باتت تتبوأها أبوظبي على الصعيد الثقافي الإقليمي والعربي، وقال: لقد انطلقت من العاصمة أبو ظبي العديد من المشاريع الثقافية العالمية تجسيداً لاستراتيجية ثقافية شاملة تطمح إلى تشجيع الشباب من أبنائنا الإماراتيين والعرب للمساهمة في رسم الثقافة العربية جنباً إلى جنب مع الثقافات المعاصرة الأخرى، وغرس مبادئ الفكر العلمي المنهجي وروح الابتكار والإبداع في عقول الناشئة. من جهته أشار د. أحمد السقاف، مدير مشروع (كلمة)، إلى تعدد وتشابك التحديات التي تواجهها حركة الترجمة في العالم العربي، ومدى الحاجة إلى تكاتف الجهود والعمل الدؤوب من أجل تمهيد السبل نحو دعمها وتطويرها وإبراز دور المترجم العربي وإعلاء مكانته، والأخذ بيد طلابنا وطالباتنا الذين اختاروا التخصص في هذا الحقل الحيوي المهم. من جهته قال علي الشعالي، رئيس اللجنة الاستشارية للمؤتمر: لقد عملنا جميعاً على توسيع رقعة المستفيدين لتغطية مساحات ديموغرافية وجغرافية وبحثية أكبر لضمان عموم الفائدة واستيعاب القدر الأكبر من الشباب العرب بهدف الإسهام في نهضة فكرية تنويرية ولو ببذرها لسنوات المستقبل القريب، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق مع الجامعات المحلية لاستقطاب أكاديميين يسيّرون وييسرون الورش المكثفة. وتُعقد خلال المؤتمر أربع ورش عمل تدريبية متوازية حول الترجمة الروائية من اللغات الإنجليزية والإسبانية واليابانية إلى اللغة العربية، ومن الإنجليزية إلى العربية، ويتولى قيادة ورش العمل مجموعة من المترجمين ذوي الخبرة والكفاءة والأكاديميين المتخصصين في المجال، ويشرف على ورشة الترجمة من اليابانية د. المؤمن عبدالله أستاذ اللغة اليابانية وعلومها بجامعة طوكاي في اليابان، وورشة الترجمة من الإسبانية تشرف عليها د. زينب بنياية الحاصلة على الدكتوراه من جامعة غرناطة بإسبانيا وتعمل مترجمة معتمدة لدى وزارة العدل الإسبانية، و د. محمد عصفور يشرف على ورشة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية وهو حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة إنديانا (بلومنغتن) بالولايات المتحدة ويعمل في جامعة فيلادلفيا في الأردن، فيما يُشرف د. صديق جوهر رئيس قسم الأدب الإنجليزي بجامعة الإمارات على ورشة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية.