لا يتمتع الحوثيون بالرؤية السياسية الكافية للوصول باليمن الى بر الأمان وإخراجها من نفق الحرب والدمار، فهم بدأوا الخراب بعدم احترام اتفاقية الشراكة والسلم والعمل بموجب بنودها وكذلك المبادرة الخليجية التي ترتبط بالاتفاقية، فكان أن انتهت الأوضاع الى محاولة السيطرة على السلطة والتمدد بطموحاتهم السياسية والعسكرية على كامل الخريطة اليمنية في حالة قفز واسعة في الظلام. عودة عاصفة الحزم بعد توقفها لإعادة الأمل، جاءت كرد فعل لعدم التزام الجماعة بالقرار الدولي والهدنة الإنسانية التي أعلنتها المملكة، بل وبدأت ضرب الحدود ومدينة نجران وقراها، وبذلك فإننا أمام خريطة تفاعلية للأحداث تكشف عدم نية الحوثيين التوقف عن الخيار الأسوأ وهو الحرب، وإذا كانت الأعمال العسكرية بمثابة خيار صفر بالنسبة لهم ولا يملكون غيره فإن كل ما يحدث تبعا لذلك يأتي في سياق رد الفعل وليس الفعل من جانب المملكة. التصعيد العسكري الذي يتبعه الحوثيون يكشف عدم احترامهم لحقوق الإنسان اليمني في السلام والأمن، فعودة عاصفة الحزم لعملياتها يعني استهدافا لكل تواجد حوثي، فهم بذلك أضاعوا الأمل في أن يجنحوا للسلم، ولذلك فلا خيار أمام التحالف سوى المضي في هذا المشوار الحربي الى نهايته باقتلاع مخالب الجماعة أو عودتها للقرار الأممي والجلوس الى طاولة الحوار لأن الحل يبقى دائما سياسيا، وذلك لا يعني أن موقف التحالف يضعف أمام هذا الحل وإنما يحدث بأحد أمرين أولهما ضرب الحوثي حتى يضعف ويرفع الراية البيضاء من أجل الحوار، أو أن تستمر العمليات العسكرية بما يسهم في القضاء على القوة العسكرية لهم وبدء تحرك يمني داخلي يتخلى عن دعمهم حرصا على سلامة البلاد. في تقديري فإن اليمن سيحصل على حقه في الأمل كاملا، ولكن على اليمنيين أن يخطوا خطوات أوسع من جماعة الحوثيين باتجاه السلام، إذ لا بد أن يدعموا إعادة الأمل بسلوك وطني أكثر فعالية بدفع الجماعة الى طاولة الحوار والتوقف عن العبث بأمن البلاد على هذا النحو المستفز والانتقامي، فهناك اتجاهات لا عقلانية ترتبط بأجندة خارجية تحتل الأولوية في سلوك الجماعة، وذلك ينتفي مع مقتضيات الروح الوطنية التي ينبغي أن تسلم وتتجرد من أي عامل خارجي حتى يصل اليمن الى بر الأمان لأن عاصفة الحزم وإعادة الأمل تستهدف أمن اليمن وسلامته وسلمه بما يشمل الجماعة إن توقفت عن التخطيط السلبي لمكاسبها السياسية والعسكرية فهي لا تواجه دولة بعينها وإنما تحالفا من عدة دول ولا يمكنها كسب معركة أو حرب، فذلك ضد المنطق، ولكن أمامها فرصة قائمة لكسب معركة السلام من أجل اليمن واليمنيين.