ومرَّ الموعد المحدد، من قبل البعض، لقيادة المرأة السعودية السيارة، دون أي مخالفات تُذكر، ما عدا، تسجيل حالات قليلة جداً، مقارنة بحجم الدعوة، من بينها الوافدة العربية في «عفيف»، التي يُقال إنها لم تكن تعلم بهذه الدعوة، ولم يمضِ على قدومها البلاد سوى ثلاثة أيام. الموضوع ليس وليد اليوم، فقد نُوقش في غير مكان، ونُظر من أكثر من جهة، ولو لم يكن مهماً لما حظي بهذا الاهتمام الكبير، من قِبَل الدولة والمجتمع، والأهم منه، المرأة السعودية، التي تحظى بتقدير واهتمام بالغَيْن من الجميع. لا شك أن اعتماد المرأة على ذاتها في قضاء مصالحها أمر مطلوب، ولكن ينبغي أن تُهيأ لها البيئة المناسبة، فلا أظن أن تَسْلم «المها» إن تُركت في الفلاة بين أنياب الوحوش، بل لابد أن تؤمَّن لها الحماية الكافية قبل إطلاقها، ولنا في حوادث التحرش عبرة. المرأة السعودية ترى أن لها الحق في القيادة، ولكن الجهات المسؤولة، أيضاً، لها الحق في تأمين السلم الاجتماعي لأفراد المجتمع، والأمر ينطبق، تماماً، على المرأة السعودية في استعجالها على القيادة، قبل أن تُهيأ لها الظروف المناسبة، مجتمعياً وتنظيمياً. لا ننكر أن هناك نساء في حاجة ماسة للسماح لهن لخدمة أنفسهن بأنفسهن، ولا ننكر أن هناك أُخريات يُردْنَه كنوع من الترف، ليس إلَّا، قد تكون واحدتهن كالفراشة ترمي بنفسها في «النور» راقصةً ألماً، لا طرباً، أو كنائحة «الورق» تسجع بالطرب، لكنه غير ذلك. أيها السعوديات الرائعات، لقد ضربتن أروع مثل بتفويتكنَّ الفرصة على المندسِّين، الذين لا يريدون لبلدنا الخير. انتظرن التنظيمات في أمركن، فستأتي!