كشف مدير عام الدفاع المدني في منطقة الباحة اللواء علي السواط لـ «عكاظ» أن بعض الحرائق في منطقة الباحة سببها جنائي، نافيا وجود خلافات قبلية تتسبب في إشعال الحرائق، موضحا أن نسبة الحرائق في منطقة الباحة لا تعد مرتفعة بنسبة لافتة وأن أسبابها تختلف بحسب كل موقع حادث وطبيعته في ظل ما تكشفه نتائج التحقيقات، كون حوادث الغابات التي وقعت خلال الخمس سنوات الماضية غالبيتها بسبب ضعف الوعي الوقائي لدى بعض المزارعين الذين يعملون على التخلص من مخلفات الأعشاب والحشائش بطريقة الحرق البدائية الخاطئة. وأشار إلى أن تصريحات الدفاع المدني في الباحة دائما ما تكون مصحوبة بنصائح وإرشادات توضح أن هذه الطريقة هي من الأعمال الخاطئة التي قد تكلف الكثير من الخسائر سواء من الجانب الشخصي للمزارع أو إلحاق الضرر بممتلكاته، إضافة إلى الضرر العام وتكبيد البيئة والمجتمع خسائر فادحة سواء من خلال أملاك جيرانه من المزارعين أو تهديد الأشجار المعمرة والحشائش والاعشاب التي نعتبرها وقودا خطيرا للحرائق تتسبب بفعل الرياح في تهديد التجمعات السكانية والممتلكات. ولفت السواط إلى ضرورة الارتقاء بمستوى وعي المتنزهين سواء من الإخوة أبناء المنطقة أو زوارها لأن كثيرا من الحرائق تكون بسبب عدم الاهتمام بإخماد النار عن مغادرة المتنزهات، وكذلك قيام بعض رعاة الأغنام ومربي النحل أيضا بإشعال النار في مواقع متصحرة أو في المرتفعات الخالية من الحشائش وتركها مشتعلة لاقتناعهم بعدم وجود خطورة منها مع ضعف مستوى التوعية لديهم بما تسببه الرياح في نقلها إلى مواقع زراعية مخلفة كوارث طبيعية ومهددة للسلامة العامة، مشيراً إلى وجود بعض العوائق في إخماد بعض الحرائق في زمن قياسي أبرزها وعورة الطرق وانعدامها في بعض المواقع التي تعتبر أملاك خاصة، مثمنا للجهات الحكومية تعاونها مع الدفاع المدني لحل الكثير من المشاكل التي تواجهنا في ظل الإمكانات الضخمة والجبارة التي سخرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لمساعدة الدفاع المدني للقيام بدوره في الحفاظ على الأرواح والممتلكات. وأبان السواط أن عددا من حوادث الحرائق التي وقعت خلال الفترة الماضية استطاعت نتائج التحقيقات التي يقوم بها ضباط وأفراد إدارة التحقيق بمديرية الدفاع المدني بمنطقة الباحة أن تكشف الكثير من الغموض وتوجيه أصابع الاتهام لعدد من الأشخاص ونوضح للجميع أن في مثل هذه الحالات تسجل هذه الحوادث على أنها جنائية ويتم إحالة الأشخاص المتسببين إلى الجهات المختصة وتطبيق أقصى العقوبات بحقه حسب اللوائح والتعليمات. وحول وجود خلافات قبلية لها صلة بالحرائق قال: لم نواجه مثل هذه التصرفات بالمنطقة علما بأننا نضع كل ثقتنا في جميع الإخوة معرفي القرى والمواطنين للتعاون مع الدفاع المدني، ونعتبر كل مواطن هو رجل دفاع مدني خصوصا أننا نجد من المواطنين تعاونا ملموسا عند وقوع الحرائق، لذلك نتقدم بالشكر الجزيل لجميع الأهالي الذي يقدمون خدماتهم تطوعا مع رجال الدفاع المدني أثناء وقوع الحوادث داخل القرى. من جهته أكد شيخ بني خثيم عبدالرحمن هاشم أن القبائل تعيش في وئام وسلام وتحقق معنى ومفهوم المواطنة وصدق الانتماء للوطن والولاء للقيادة، ولم يثبت يوما ما أن قبيلة أو فردا منها تعمد إلحاق الضرر بقبيلة أخرى من خلال غابة أو مزرعة، مبديا استعداده التام وكافة المشايخ للتعاون مع الدفاع المدني والاجتماع بقياداته في المنطقة وتنفيذ ما يتم إسناده للمشايخ والعرفاء من مهام. ويرى عريفة قرية بشير خبتي أحمد الدميني أن المشايخ والعرفاء جنود مجندون لخدمة المنطقة والوطن وولاة الأمر، مشيراً إلى أن أي تجاوز يقع من أي فرد أو جهة أو تسبب في ضرر يقوم العريفة بإبلاغ الجهات الأمنية كون الممتلكات العامة لا يجوز التهاون مع المعتدين عليها، مؤكداً أن الدفاع المدني لديه إدارة خاصة بالتحقيقات وقادرة على كشف أسباب أي حريق في ظل التقدم البشري والتقني ونوعية التدريب والتأهيل.