أعلن التحالف الذي تقوده السعودية ضد ميليشيات الحوثي وحلفائها أن طائراته نفذت منذ السابعة مساء أول من أمس حتى السابعة مساء أمس 130 طلعة جوية، طاولت أكثر من 100 هدف في صعدة ومران (شمال اليمن) والشريط الحدودي بين السعودية واليمن. وجدد التحالف إنذاره لسكان صعدة ومران بضرورة مغادرتهما، متهماً الحوثيين بمنع مواطنيهم من المغادرة، واستخدامهم دروعاً بشرية. وكشف الناطق باسم التحالف أمس أن عمليات إعادة الأمل استهدفت مكاتب ومقار 17 مسؤولاً من جماعة الحوثي، يُعتبرون مسؤولين عن الهجمات التي استهدفت مدينتي نجران وجازان الحدوديتين السعوديتين. وأضاف أنه على رغم مرور 24 ساعة على إعلان السعودية هدنة إنسانية في اليمن تسري قبيل منتصف ليل الثلثاء المقبل، إلا أن الميليشيات الحوثية لم تُبدِ أي تجاوب مع تلك المبادرة. وقال الناطق باسم التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري، في إيجاز صحافي في الرياض أمس، إن غارات التحالف استهدفت أمس مراكز للقيادة والسيطرة تابعة للحوثيين، فضلاً عن مراكز 17 قيادياً حوثياً. وأكد أن قطاع جازان ونجران الحدودي لم يشهد أي اعتداء حوثي أمس. وشدد على أن القوات المسلحة السعودية وقوات الحرس الوطني وحرس الحدود تعمل لردع أي محاولة اعتداء. وأشار إلى أن الغارات على صعدة ومران تزامنت مع تنفيذ عمليات في عدن، استهدفت مواقع وتجمعات ونقاط إمداد وتموين حوثية. وأوضح أن الوضع على الأرض في عدن لم يطرأ عليه أي تغيير، إذ تستمر الميليشيات في التحصن بالمباني الحكومية ووسط الأحياء السكنية. لكنه قال إن الوضع سيتحسن. وأضاف أن هناك عمليات في محافظة مأرب، تستهدف دعم اللجان الشعبية هناك. وجدد النداء لسكان صعدة ومران بضرورة مغادرتهما، محذراً من استمرار العمليات التي تستهدف مواقع الميليشيات الحوثية. وقال عسيري إن الغارات على صعدة ومران استهدفت مستودعات للذخيرة داخل مستشفيات ومدارس، ومراكز قيادة في ضواحي صعدة، ومستودعات وقود، ومحطة اتصالات، ومعسكرات حوثية قرب الحدود اليمنية - السعودية. وأنذر القادة الحوثيين بأنهم لن يجدوا مكاناً آمناً للاختباء، وأن الغارات ضدهم ستستمر (أمس). وأكد استمرار الحصار البحري الذي يفرضه التحالف على المياه الإقليمية اليمنية، مشيراً إلى وقف الزوارق التي تجوب تلك المياه وتفتيشها لمنع مغادرة عناصر الميليشيات المعادية، وضمان عدم استخدام هذه الزوارق في نقل مؤن وإمدادات. وفي شأن الهدنة الإنسانية التي أعلنت السعودية أنها ستنفذها ليل الثلثاء، أوضح عسيري أنه على رغم مرور 24 ساعة منذ أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مبادرة الهدنة «لم نسمع أي مبادرة استجابة من الميليشيات الحوثية». وقال رداً على سؤال، إنه متى تحلى الحوثيون بروح المسؤولية، فإن التحالف سيلتزم هدنته المُعلَنة «أما إذا ماطلوا فسنلغي الهدنة ونباشر عملياتنا». وأكد استمرار التنسيق في شأن إجلاء الأجانب واليمنيين الراغبين في مغادرة بلادهم. وكشف أن الخلية المكلفة التنسيق لهذا الغرض أصدرت أكثر من 340 تصريحاً لعمليات إجلاء. وأكد أن عمليات القوات السعودية البرية، وقوات الحرس الوطني السعودي مستمرة على الحدود، ولم ترصد أية تحركات لجماعة الحوثي على الحدود، بعد الرد على الهجمات. وجاءت ضربات طائرات التحالف لمواقع الحوثيين لا سيما في صعدة بشمال اليمن، قبل يومين من بدء هدنة إنسانية «مشروطة» عرضتها السعودية بدءاً من ليل الثلثاء ولمدة خمسة أيام قابلة للتجديد. ولم يعلن الحوثيون بعد ردّهم على المبادرة الإنسانية السعودية التي تتطلب منهم وقف تحركاتهم العسكرية خلال فترة الهدنة، علماً أن المواجهات استمرت أمس في العديد من المناطق اليمنية بينهم وبين مؤيدي الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي (للمزيد). وكانت وكالة الأنباء السعودية (واس) نقلت عن قيادة التحالف تأكيدها أمس شن طائرات التحالف منذ مساء الجمعة «غارات مكثّفة على محافظة صعدة»، ما أدى إلى «تدمير العديد من المقار القيادية الحوثية ومعسكرات وتجمعات ميليشيا الحوثي». وأضافت قيادة التحالف أن الغارات المتواصلة «حققت أهدافها في محافظة صعدة بتدمير مقرات للقيادات الحوثية، على رأسها مقرات القيادة لعبدالملك الحوثي بضحيان وجبل التيس ومديرية مجز التي كانت تحوي مراكز اتصالات ومستودعات أسلحة وذخيرة». وأفادت قيادة التحالف بأن المقرات الحوثية التي استهدفتها الغارات تحوي «أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية، ومعظمها يقع داخل أحياء سكنية ما دعا قيادة التحالف إلى تحذير السكان قبل بدء العمليات بوقت كاف وتوفير ممرات آمنة لخروجهم، إلى جانب توزيع منشورات تحض المواطنين اليمنيين على تجنُّب مواقع الميليشيا الحوثية والمواقع العسكرية». وأوضحت قيادة التحالف أن طائراته قصفت فجر أمس «تجمُّعاً للميليشيا الحوثية يحتوي آليات عسكرية ودبابات بالبقع شرق صعدة، ومعسكراً للحوثيين بمنطقة النظير غرب صعدة». وأكدت قيادة التحالف مواصلة غاراتها الجوية المكثّفة على مقرات القيادات الحوثية ومعسكراتها وتجمُّعاتها، مشيرة إلى أنه «لا يمكن تأكيد أو نفي مقتل أي من قياديي ميليشيا الحوثي، ولا يزال من المبكر تحديد ذلك». ونقلت وكالة «فرانس برس»، عن شهود تأكيدهم أن طائرات وقذائف مدفعية استهدفت منزل زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في مدينة مران. وبثّت محطة «المسيرة» التابعة للحوثيين أن مران وباقم القريبة استهدفتا بأكثر من 160 صاروخاً، مشيرة إلى أن التحالف شن أكثر من 27 غارة جوية في محافظة صعدة. في غضون ذلك، أفاد الموقع الجديد لوكالة الأنباء اليمنية بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي أصدر قرارات قضت بإقالة العميد عبدالكريم الدمشقي مساعد المفتش العام، والعميد ناصر محسن الشوذبي رئيس عمليات قوات الأمن الخاصة، والعميد عبدالرزاق المؤيد مدير شرطة صنعاء، وذلك «لإخلالهم بأداء واجبهم الأمني والوطني». وقضت هذه القرارات بإحالتهم على القضاء العسكري.