تتهافت شركات التكرير الآسيوية على خامات الشرق الأوسط وروسيا التي تسعّر على أساس خام دبي الرخيص نسبياً، متجنبة خامات حوض الأطلسي المرتبطة بمزيج «برنت» التي أصبحت باهظة الثمن مع صعود سعر خام القياس الأوروبي. وزادت العلاوة السعرية لمزيج «برنت» فوق خام دبي إلى أكثر من خمسة دولارات للبرميل هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى لها منذ آذار (مارس). وأدت زيادة العلاوة السعرية لـ «برنت» وارتفاع معدل الطلب الآسيوي إلى دفع العلاوات السعرية للخامات الروسية والإماراتية والقطرية إلى أعلى مستوياتها في شهور. ويساهم معدل الطلب الموسمي وانتعاش هامش الربح في دفع شركات التكرير الآسيوية إلى زيادة إنتاجها، ما يزيد من إقبالها على الخام. وقال أحد المتعاملين مع شركة آسيوية ويقيم في سنغافورة «حظيت الخامات الخفيفة بإقبال هذا الشهر، ما يساهم في تفسير العلاوات السعرية القوية التي تجلبها هذه الخامات». ودفع الطلب الآسيوي على الخامات الخفيفة، التي تدر عائدات أكبر من النافتا والبنزين والديزل، العلاوة السعرية في السوق الفورية لخام «سوكول» الروسي إلى أعلى مستوياتها في أربعة أشهر. وجرى تداول نفط الإمارات وقطر بعلاوات سعرية للمرة الأولى منذ شهور. إلى ذلك، أعلن مسؤولون أن جنوب السودان خفض إنتاجه من النفط ويعتزم وقفه كلياً بعد إصرار السودان على وقف الإنتاج بحلول السابع من آب (أغسطس) بسبب اتهام الخرطوم لجوبا بدعم المتمردين النشطين عبر الحدود بين البلدين. وتمثل هذه الخطوة ضربة لاقتصادي البلدين اللذين تضررا بشدة جراء وقف جنوب السودان لإنتاج النفط على مدار 16 شهراً بسبب خلاف حول رسوم نقل النفط عبر خط الأنابيب وبعض الأراضي المتنازع عليها. واستؤنف الإنتاج في نيسان (أبريل). وأكد مسؤولون من وزارتي الخارجية والنفط في جنوب السودان أن جوبا خفضت الإنتاج إلى 160 ألف برميل يومياً من 200 ألف. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، ميوين ماكول اريك «بدأ الخفض أمس». وأضاف: «سينخفض تدريجياً إلى أن يتوقف تماماً (...) هذا قرار اتخذته الخرطوم (...) التي ما زالت تتهمنا بدعم المتمردين وهو ما نفيناه. وقلنا إننا لا نفعل ذلك». وأشار إلى أن جنوب السودان دعا الصين، التي تهيمن على صناعة النفط في البلدين الجارين، إلى التوسط بين الجانبين. في سياق آخر، مددت الهند إذناً موقتاً لشركتي التأمين الإيرانيتين «كيش» و «معلم» لتغطية سفن الحاويات والناقلات التي ترسو في الموانئ الهندية وهي خطوة ستسمح بتسليم شحنات غير نفطية متأخرة. ومن غير المتوقع أن يؤدي تمديد الإذن لثلاثة أشهر إلى إنعاش واردات النفط الإيراني إذ أن غالبية المشترين الهنود أوقفوا الواردات بسبب مشكلة تأمينية تتعلق بمصافيهم النفطية. وانتهى الإذن السابق الذي أعطته الهند للشركتين لتغطية السفن الإيرانية في 28 حزيران (يونيو)، ومنذ ذلك الحين تقبع في الموانئ الهندية حاويات متجهة إلى إيران تحوي مكونات هندسية ورزاً وعلف الصويا بينما تراكمت شحنات من الأسمدة وغيرها من السلع المتجهة إلى الهند في ميناء بندر عباس الإيراني. وأفاد خطاب من وزارة النقل البحري إلى الإدارة العامة للنقل البحري بتاريخ 17 تموز (يوليو)، بأن تنفيذ القرار سيبدأ من تاريخ انتهاء الإذن السابق. الأسعار إلى ذلك، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام «برنت» أمس مع ارتفاع الدولار لكنها ظلت فوق مستوى 108 دولارات للبرميل إذ أن انخفاض المخزون الأميركي للأسبوع الثالث على التوالي عزز الآمال في انتعاش مطّرد للطلب. وارتفع الدولار مقابل سلة عملات معززاً مكاسب الليلة الماضية بعد أن تعهد رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي) الأميركي، بن برنانكي، الإبقاء على سياسة الإنعاش النقدي في المستقبل القريب، ما ضغط على أسعار السلع الأولية. لكن النفط حظي بدعم من انخفاض المخزون بعد أن أظهرت بيانات أن شركات التكرير في الولايات المتحدة استهلكت أكبر كمية من الخام منذ آب (أغسطس) 2005. وتراجع خام «برنت» ثمانية سنتات إلى 108.53 دولار للبرميل بعد ارتفاعه إلى 108.70 دولار. وانخفض الخام الأميركي سنتين إلى 106.46 دولار. وقال مدير مبيعات السلع الأولية في «نيو إدج» اليابان، كين هاسيغاوا «الانخفاض الحاد في المخزون عامل كبير لأسواق النفط إذ يظهر أن شركات التكرير في الولايات المتحدة تعالج مزيداً من الخام».