×
محافظة المنطقة الشرقية

الحوثيون .. وقتل الشعب اليمني

صورة الخبر

ريف إدلب- الجزيرة نت: دأب النظام السوري على تخويف الأقليات من الثورة والثوار، وروّج ادعاءات أنه في حال سيطر الثوار على مناطق المسيحيين فإنهم سيقطعون رؤوس الرجال ويغتصبون النساء، لكن مسيحيين في جسر الشغور كذبوا هذه الادعاءات وقدموا شهادة وخرجوا ليقولوا إن الثوار عاملوهم ب"أخوة ومحبة" يروي أبو جورج -سوري مسيحي من مدينة جسر الشغور-كيف زرعت المخابرات السورية الخوف في نفوسهم على مدى أربعة أعوام،وطالبتهم "بالتسلح للدفاع عن نسائكم حتى لا يسبين".ويتابع الأربعيني الذي يعمل في صناعة الأبواب الحديدية، أن عناصر المخابرات كانوا يخوفونهم بأن "الإرهابيين سيذبحون كل مسيحيي جسر الشغور لأنهم تواقون لرقاب الأقليات".ويؤكد أبو جورج أنه رأى عكس ما كان يقوله لهم العناصر،"فهنا نعيش في راحة أكثر من تلك التي كنا نعيشها زمن الخوف،هم أبناء بلدنا وأنا شككت في الإشاعات التي يبثها النظام".وسعى نظام الرئيس بشار الأسد منذ بدء الثورة في 15 مارس 2011 لزيادة الاحتقان الطائفي بين الشعب من خلال تخويف الأقليات من ظهور الجماعات المتطرفة التي تسعى إلى قتلهم إن تمكنت من إسقاط النظام، واعتادت وسائل الإعلام التابعة للنظام على ضخ إعلامي كبير من أجل خلق فكرة عند الأقليات أن الثورة عبارة عن جماعات متطرفة هدفها القضاء على الأقليات. فتنة طائفية وفي 25 من الشهر الماضي بدأ أهالي جسر الشغور -من المسلمين والمسيحيين- النزوح إلى الأرياف المجاورة خوفا من انتقام النظام الذي يطال البشر والحجر بعد سيطرة المعارضة عليها، ووصلت أول دفعة من النازحين المسيحيين إلى قرية القنية في الريف الشمالي لمدينة جسر الشغور. وعندما التقينا بالنازحة أم إسحاق (65 عاما) كانت تبكي وتقبل أولادها وتهنئهم بالسلامة، وتتحدث بصوت يختلط فيه الحزن والفرح "ألم أقل لكم إنهم سوريون وليسوا إرهابيين، ألم أقل لكم إنهم إخواننا في الوطن ولن يؤذونا".أما الشاب حنا (30عاما) -يعمل في تجارة السيارات في جسر الشغور- فبين أن النظام كان يحمي الأقليات فقط بالشعارات، ويقول حنا إن قوات النظام اعتقلته العام الماضي واتهمته بحمل السلاح ضد الدولة، و"بعد مرور أسبوعين من التعذيب والتحقيق تبين لهم أني لم أحمل السلاح ولا علاقة لي بأي أحد".وقبل الإفراج عنه قال له أحد الضباط إنهم يفعلون ذلك خوفا عليهم، و"لا تعرف كم سيذبح المسلحون منكم إذا وصلوا إلى هنا، ونحن لا نريد أن يحصل أي مكروه لإخواننا المسيحيين".ويشير القائد في الجيش السوري الحر أبو سليمان، أن أكبر دليل على كذب النظام أن "الثوار لم يتعرضوا للطائفة المسيحية طيلة فترة الثورة، على العكس قمنا بحماية ممتلكاتهم في بلدة اليعقوبية المجاورة لمدينة جسر الشغور أثناء تحريرها من قوات النظام، وكذلك ما حصل بالأمس القريب في مدينة إدلب وبثته وسائل الإعلام".وحاولت قوات النظام وأجهزة استخباراته خلق الفتن بين المسلمين والمسيحيين خصوصا في المناطق المتاخمة للثوار، بتخويف المسيحيين من هجوم الجماعات المسلحة عليهم، مما دعا البعض إلى الاقتناع بفكرة النظام والتطوع مع ميليشيات الدفاع الوطني، بينما رفض آخرون أقاويل النظام والتحق بالثورة. وقد باتت أحلام عودة سكان جسر الشغور إلى مدينتهم حقيقة عقب تمكن قوات المعارضة من استعادة السيطرة عليها بعد أربع سنوات على اقتحامها من قبل قوات النظام السوري.ففي يونيو 2011 دخلت تشكيلات عسكرية تابعة لقوات النظام تدعمها طائرات مروحية ودبابات إلى مدينة جسر الشغور الواقعة في الريف الغربي لمدينة إدلب شمالي البلاد بعد ادعاء النظام مقتل العشرات من قواته على يد من وصفها بـ"العصابات المسلحة".وكرد فعل على الانتهاكات التي مارستها قوات النظام خرج السكان قسرا من المدينة فاقدين الأمل بالرجوع، تتقاذفهم سنوات الغربة في مخيمات اللجوء، حيث تجرعوا المعاناة ومرارة اللجوء.ولجأ الآلاف من السكان إلى المخيمات التركية خوفا من انتقام النظام بعد حشد إعلامي هائل عن وجود مئات المسلحين من أبناء المدينة. من جانبه أكد أبو محمد -وهو من السكان العائدين إلى المدينة- أن قوات النظام قامت بتخريب أثاث المنازل وقطع الأشجار، كما أنها نقلت عائلات من القرى الموالية من الطائفة العلوية إلى منازل المدينة انتقاما من سكانها لخروجهم في المظاهرات. وقال للجزيرة نت إن النظام سعى لتغيير الهوية الديموغرافية للمدينة من خلال جلب عشرات العوائل من القرى الموالية له، خصوصا أنها قريبة من الساحل السوري، وتعبيرا عن خوفه من انتقال المعارك إلى القرى التي تقطنها الطائفة العلوية والتي تعتبر خزانا بشريا من مقاتلي النظام، على حد وصفه. ورغم سيطرة المعارضة على المدينة فلا تزال طائرات النظام الحربية ومروحياته تقصف أحياءها والقرى المحيطة بها، ما تسبب في وقوع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.