يشعر علي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار في شبكة قنوات دبي، بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهو يتحدث عن خطوات تطوير وتجديد المركز، منذ استلامه مهام منصبه في شهر ديسمبر 2010، بعد العديد من مراحل التطوير والتحديث في عام 2012، وعام 2013 الذي شهد التحول من نظام SD إلى نظام HD، بعد أن تم تغيير وتجديد الديكور والتصميم الخاص بالمركز ودمج العديد من التقنيات الحديثة كتقنية الهولوغرام، التي تم إدخالها للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تجديد الفيديو وول ليصبح بحجم 21 متراً. علي عبيد الهاملي: * سيظل الوصول إلى كادر إماراتي متخصص قادرعلى تقديم قناة إخبارية اقتصادية سياسية متخصصة طموحاً مشروعاً، في ظل توافر البنى التحتية والكوادر البشرية، بنسبة تزيد حالياً على 80%. الدعم المالي شدد مدير مركز الأخبار على ضرورة الدعم المالي للعنصر البشري في ظل التنافسية الموجودة حالياً، قائلاً بلهجة لا تخلو من المكاشفة لديّ العشرات من الأمثلة لمحررين من مركز الأخبار استقطبتهم قنوات منافسة في الدولة، ورغم أن هذا الأمر مصدر فخر لنا ودليل على تميزنا، فإننا نتمنى بالمقابل وقف (نزيف) الكوادر المحترفة، وتوفير الدعم المالي والعنصر البشري والتقني اللازمين لمواصلة مشوار النجاح الذي جسدناه، أخيراً، بأكبر (فيديو وول) في المنطقة، وبتقنية (الهولوغرام)، وغيرها من التقنيات الحديثة. الدورات التدريبية تحدث علي عبيد الهاملي عن أهمية الدورات التدريبية كنواة مهمة في تطوير العنصر البشري، مشيراً إلى أن الميزانية التي لا تفي بالتطلعات لتنفيذ خطط وطموحات مركز الأخبار كافة، قائلاً: على مدى السنوات الماضية عملت جاهداً وحاربت لإقامة هذه الدورات، بمعدل ثلاث إلى أربع مرات سنوياً في مجال تحرير وإعداد الأخبار والتقديم التلفزيوني ولغة الجسد، وآخر دورة تدريبية أقامها المركز استمرت نحو ستة أشهر واستمرت على مراحل متعددة، وأعتقد أن التدريب شيء أساسي ليس فقط في مجال الإعلام، وإنما في مختلف مجالات العمل بصفة عامة. بعيداً عن النخبوية حول عضويته في هيئة الثقافة والعلوم بدبي، وغيرها من الجهات الثقافية والإعلامية الأخرى، يرى علي عبيد الهاملي أن الثقافة كانت ولاتزال مكوناً أساسياً في حياته، ويعتبر أن عمله في ندوة الثقافة والعلوم كعضو مجلس إدارة متطوع منذ 2001، هو مساهمة صغيرة في الحراك الذي تضفيه هذه المؤسسات الثقافية على المشهد الثقافي والأدبي في الإمارات، مشيداً بالدعم الكبير والدائم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لنشاطات هذه الجمعية ذات النفع العام قائلاً: يعتقد الكثير من الناس أن ندوة الثقافة والعلوم مؤسسة حكومية، لتعدد أنشطتها الثقافية، وتنوع مواسمها الفكرية، وجوائزها الإبداعية التي أهلتها لمنافسة العديد من الهيئات الثقافية الحكومية في الدولة، من خلال استقطابها لجيل الشبان والشابات، وابتعادها عن النخبوية. ويتابع قائلاً: تختلف ظروف وآلية العمل في قنوات شبكة (دبي للإعلام) عن مركز الأخبار المتخصص بإنتاج البرامج الاقتصادية والسياسية، إلى جانب نشرات الأخبار المحلية والعالمية باللغة الإنجليزية، وقد تشرفت شخصياً بالعمل مع لجنة تطوير المحتوى، التي ترأسها أحمد سعيد المنصوري المدير العام للقنوات التلفزيونية والإذاعية في مؤسسة دبي للإعلام، في الوقت الذي شهد فيه مركز الأخبار الانطلاقة الأولى لشبكة قنوات دبي في أبريل الماضي، من خلال فيلم وثائقي حمل عنوان (المستقبل يبدأ اليوم)، تناول الهوية الجديدة للقنوات التلفزيونية والإذاعية، إلى جانب تقديم نماذج من البرامج التي ستقدم على شاشات شبكة قنوات دبي، التي أطلقت بدورها قناتي دبي دراما ودبي زمان. مواكبة شاملة ويؤكد الهاملي أن ما يقدمه مركز الأخبار من نشرات إخبارية على مدار اليوم، بعيد كل البعد عن منافسة القنوات والمحطات الإخبارية الأخرى، من حيث تقديمها مختلف البرامج الترفيهية والاجتماعية وبرامج المنوعات والثقافة والدراما، إلى جانب البرامج السياسية والاقتصادية، والأخبار التي تتنوع بين المحلية والعالمية، حيث يتم تقديم نشرة أخبار الإمارات الساعة الثامنة والنصف مساء، والساعة الحادية عشرة ليلاً، ونشرة الأخبار العالمية الساعة الثالثة بعد الظهر والعاشرة مساء، إضافة إلى برنامج (مدارات)، الذي يبث الساعة الثامنة مساء، وفقرة الأخبار الاقتصادية عبر برنامج (تداول)، وعدد من البرامج الاقتصادية الثابتة مثل برنامج (هاش مال)، الذي يبث على مدار الأسبوع، انطلاقاً من الساعة الثانية بعد الظهر إلى جانب البرنامج الأسبوعي (خارطة المال)، والبرنامج السياسي (قابل للنقاش)، ويتابع: يصل عدد الساعات المخصصة لمحتويات مركز الأخبار على شبكة قنوات دبي إلى نحو سبع ساعات يومية، تضاف إلى مهمة تغطية أبرز الأحداث والمناسبات، التي تشهدها إمارة دبي ومختلف إمارات الدولة مثل انتخابات المجلس الوطني ومنتدى الإعلام العربي وافتتاح مترو دبي، وغيرها من الفعاليات التي تتولى طواقم مركز الأخبار تغطيتها ومواكبتها بصفة دورية. وجوه شابة في ظل تزايد الوجوه الإعلامية الشابة على شاشات شبكة قنوات دبي، يشير مدير مركز الأخبار إلى استراتيجية الشبكة المواكبة للتوجه الرسمي العام لدعم الصف الثاني والثالث في مؤسسات الدولة كافة، منوهاً في الوقت ذاته بقيمة دعم العناصر الشابة في هذا المجال، باعتبارها عاملاً أساسياً لإنجاح المشهد الإعلامي المحلي، الذي لايزال لعامل الخبرة فيه الدور الرئيس، باعتباره الداعم الرئيس المصاحب لمسيرة النجاح، وقائلاً بلهجة واثقة: نعتز بوجود مجموعة من الكوادر الشابة، التي استطاعت خلال وقت قصير إثبات نفسها، من خلال المجهودات الواضحة التي تبذلها، والاستعدادات التي تظهرها باستمرار لإنجاح مختلف المهام ومواكبة النسق المتسارع للأحداث المحلية والعالمية التي يطرحها العمل الإعلامي. ويكمل الهاملي: سيظل الوصول إلى كادر إماراتي متخصص قادرعلى تقديم قناة إخبارية اقتصادية سياسية متخصصة طموحاً مشروعاً، في ظل توافر البنى التحتية والكوادر البشرية، بنسبة تزيد حالياً على 80%، وكل ما نحتاجه اليوم مرتبط بقرار رسمي ودعم مادي، إلى جانب بعض الدعم الذي نتمنى توفيره للكادر الوظيفي الموجود حالياً، حتى نستطيع تقديم خدمة إخبارية على مدار الساعة وبخط تحريري مختلف، وأعتقد أن مركز الأخبار مستعد لإطلاق قناة مختلفة بمعايير تواكب الحدث الاستثنائي المتصل (بإكسبو 2020)، إذا تم دعم الكادر الموجود، مستشهداً على ما قدمه بمبادرة إطلاق نشرة أخبار الإمارات قبل نحو 10 أعوام، في الوقت الذي لم تظهر فيه نشرة أخبار محلية متخصصة على شاشات تلفزيونات دولة الإمارات، حيث تمكنت شريحة كبيرة من المشاهدين المحليين من متابعة عدد كبير من التقارير الإخبارية النوعية والتقارير المحلية الخاصة بطريقة سجلت من خلالها النشرة نسب مشاهدة عالية، أثبتتها جملة دراسات وإحصاءات المشاهدة التي أجريت في ذاك الصدد، وحسب الهاملي فهذا دليل على استعداد المشاهد المحلي لمتابعة المضامين الإعلامية المختلفة والمتجددة، التي تعرضها شاشاتنا. مع الصحافة والأدب بعيداً عن المناصب والمهام الإعلامية المهمة التي شغلها، يروي لنا الإعلامي الإماراتي حكايته مع الأدب والصحافة، وانتقاله للعمل في التلفزيون لمدة تقارب الـ18 عاماً قبل العودة إلى الصحافة، وقرار الاستقرار في مركز الأخبار، حيث يقول: أعتقد أنني ارتكبت خطأ كبيراً في المراحل الأولى، عندما قررت العمل في التلفزيون، والانقطاع عن الكتابة طوال هذه الفترة، لكنني ظللت طوال هذه الفترة قريباً من الكتب، وشغوفاً ومخلصاً للأدب، بعد محاولة أولى في القصة القصيرة، إلى جانب مزاولة الكتابة الصحافية في مجلة أخبار دبي، في ذلك الحين، ومن ثم انتقلت إلى الصحافة التي أوجدتني في البيئة المناسبة أو في ما أسميه (بيتي القديم). وأضاف: اليوم وقد عدت مجدداً للتلفزيون تعلمت من أخطائي، واتخذت قرار مواصلة الكتابة التي تعلقت بثوبها واخترت الوفاء لها، لأنها ظلت طوال هذه السنين وفية لي.. وبالفعل استطعت تفعيل هذه الخيارات الجديدة، وتخصيص إجازتي الأسبوعية لكتابة مقال ثابت في صحيفة البيان، أمارس فيه طقساً فكرياً استثنائياً. ويتابع علي عبيد الهاملي حديثه لـالإمارات اليوم، قائلاً: أكتب الشعر العمودي ومقالي الأسبوعي يغلب عليه الطابع الأدبي، الذي استحسنت مآثره في (استراحة البيان)، إلى جانب عدد من كبار الكتاب من العالم العربي، كما أنني حاولت تطويع أسلوبي، كي يستجيب لمتطلبات الصفحة وتغير الموضوعات، بعد أن تمكنت من لمّ شتات نتاجات (استراحة البيان) في إصدار حمل (ذاكرة الفرح). لا يقتصر الحديث عند حدود الصحافة والإعلام فحسب، بل ينسحب على حزمة المشروعات الإبداعية المؤجلة بفعل العمل اليومي في مركز الأخبار، حيث يتحدث الهاملي عن حلم ديوان شعري معلق يتمنى إصداره ذات يوم، قائلاً: لا أحب الشعر المنفلت من قيود الوزن وموسيقى القوافي، وأميل إلى شعر التفعيلة، ولم أنشر قصائدي إلا في بعض الصحف والمجلات، لهذا أتمنى أن أجد الوقت المناسب لتجميعها والتفرغ الكامل للكتابة الإبداعية. دعم لا محدود في عودة للمشهد الإعلامي الإماراتي، يختتم علي عبيد الهاملي مدير مركز الأخبار حديثه إلى الإمارات اليوم، بالإشارة إلى واقع المنافسة الكبيرة التي يطرحها المشهد الإعلامي الحالي على الساحة، بعد إطلاق شركة أبوظبي للإعلام شبكة قنواتها الجديدة، قبل فترة قصيرة من إطلاق مؤسسة دبي للإعلام شبكة قنواتها التلفزيونية والإذاعية والرقمية، مشيراً في السياق ذاته إلى دور المنافسة الصحافية الكبيرة، التي باتت تطرحها مختلف مؤسسات الصحافة المكتوبة بصحفها ومجلاتها المحلية والعربية، بعد أن تحولت الإمارات إلى حاضنة لأكبر المؤسسات الإعلامية والوكالات الإخبارية، ويضيف: باتت المنافسة اليوم على أشدها، في ظل ظهور المناطق الإعلامية الحرة في الدولة، وزخم التظاهرات الإعلامية والسينمائية، واحتضان دبي لمنتدى الإعلام العربي، وجائزة الصحافة العربية التي قدمت خدمة كبيرة للصحافة العربية، ووضعت بالتالي دولة الإمارات في مركز متقدم، وضعها أمام مكتسبات عليها تنميتها وتطويرها، في سبيل الحفاظ على خط التميز الذي اختارته.