يُرجع رجال الأعمال في مدينة الرياض الفضل في دعم وتوسع أعمالهم وانطلاقها بقوة إلى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميراً لمنطقة الرياض. وعلى الرغم من صعوبة واستحالة الإلمام بكل أطراف العلاقة الوثيقة والحميمية بين الملك سلمان وبين رجال الأعمال والدعم الذي قدمه لهم، فقد يكتفى بالقول انه هو المهندس الذي رسم المسار للرعيل الأول ليسلكوه خطوة بخطوة في مساعيهم لبلوغ مرحلة تأسيس بيت رجال الأعمال "غرفة الرياض"، حيث يجمع كل الذين عاصروا فترة التأسيس على ذلك الدور المصيري الذي أسداه الملك سلمان حتى تمكنوا من ترسيخ الفكرة في وجدان التجار وقناعتهم، ولولا ذلك الدور بعد توفيق الله ربما لم تكن قامت الغرفة في حينها أو لكان تأخر ميلادها. وسبق للشيخ عبدالعزيز المقيرن – رحمه الله- في لقاء بمجلة تجارة الرياض التأكيد على أن الملك سلمان هو المؤسس الحقيقي والداعم الأول لهذه المنشأة، منذ أن كانت مجرد فكرة، فقد كان الملك سلمان هو مرجعهم في كل ما واجهوه بعد ذلك من الصعوبات والمشكلات في مراحل التأسيس الأولى، وكان حفظه الله هو من نصح المقيرن وزملاءه بمقابلة سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم -يرحمه الله- عندما واجهت مبادرة التجار بعض العقبات المتعلقة بمفاهيم بعض زملائهم عن الغرف التجارية ووظائفها. وفي السنوات الأولى من عمل الغرفة ظل أعضاء مجلس إدارتها على تواصل مستمر معه، يسترشدون بمرئياته ونصائحه يحفظه الله في كل خطوة أو فكرة أو عمل يودون القيام به في سعيهم نحو ترسيخ دور الغرفة الوليدة، وفي دفع أطر التعاون والشراكة مع الأجهزة الحكومية، وبلوغ الرشد والنضج في علاقات مجتمع الأعمال بنظرائه من رجال الأعمال في الدول الشقيقة والصديقة، وكان على الرغم من مسؤولياته الأخرى العظيمة لا يبخل بالإفساح لأعضاء الغرفة للالتقاء به في مكتبه أو رعاية مناسبات الغرفة الرئيسية التي ساهمت في تشكيل الصورة الذهنية عن الغرفة في المجتمع. كما كان للملك سلمان متابعة عن كثب لجميع مراحل بناء ونمو مؤسسات العمل الاجتماعي والخيري سواء تلك التي استظلت بالغرفة فكرة وانطلاقًا، أو تلك التي نشأت خارجها لتتحول الرياض بفضل جهود ودعم الملك سلمان إلى واحة معطاءة في العمل الاجتماعي والخيري كان للغرفة نصيب في حضانة بعضها أو الاستنفار لدعمها من خلال عطاء القادرين.