محاولة البرازيلي كارلوس دونجا مدرب المنتخب البرازيلي التهرب من سؤال طرح عليه في المؤتمر الصحافي الخاص بالاعلان عن تشكيلة السامبا لبطولة كوبا أمريكا، حول الاعتراف بتخلف الكرة البرازيلية بالمقارنة مع نظيرتها الأوروبية، لم يشفع له التقديم الجيد للمبررات، التي تكفل له التأكيد، على أي خطوات علمية سليمة، تخص البناء في الكرة البرازيلية، والتأهيل لقدراتها، حتى تكون ذات تأثير من الداخل، وليس من الخارج مثلما يظهر حاليا على الساحة الدولية.! لا يمكن الاختلاف مع بعض مفردات المدرب البرازيلي، عندما أكد أن الناتج العام للمنتخب الأصفر، لا يضعه ببعيد عن انتاج الكرة الأوروبية، وعلى مستوى المنتخبات تحديدا، الا أن الفارق يبدو شاسعا، ومخيفا، عندما نتحدث عن مقومات من الداخل البرازيلي، وكيف هو اعتماد الكرة البرازيلية، على بناء لاعبيها في الخارج، دون الاكتراث بالأخطار القائمة والراهنة، التي تهدد سلامة الأسس والبناء، الذي يبدو، وكأنه يحتاج للكثير من المقومات، حتى تقول البرازيل بعدها، أن مقوماتها، يمكن أن تضاهي، او تقارن مع ما نتابعه على مستوى القارة العجوز.! يختلف حديث الأسطورة البرازيلية والمدرب الحالي زيكو، كثيرا في ما يخص الواقعية التي يتحدث بها، عن تلك الصورة التي حاول دونجا، التحسين عليها، وزيكو نفسه، قال إنه ولولا تلك السباعية من الأهداف التي مزقت شباك البرازيلي أمام الألماني البطل، في المونديال الأخير، لما شعر البرازيلي من الداخل والخارج بحجم وقيمة الخلل الذي تعاني منه كرته، ولما تحدث الجميع عن قصور في البناء والتأسيس، وكان في حديث زيكو أكثر دقة، من ذلك الذي حاول دونجا تلطيفه، بالقليل من المفردات، خاصة اذا ما تحدثنا، وبالقليل من الدقة، أن الصناعة للمنتخب البرازيلي الأول، دائما وابدا، ما تبدأ وتستمر في الأندية الأوروبية، وهي الصورة المعاكسة التي تعتمدها المنتخبات الأوربية التي تصنع لاعبيها في ذات اطارها المحلي والأجواء، معتمدة، على أسس علمية سليمة، ومقومات، تزخر بها مؤسساتها، وعلى جميع المستويات.! ان الصورة التي نتابعها على مستوى منتخبات البرازيل السنية، وتلك التي تكون أشبه بالمقلوبة، التي تتراجع فيها المنتخبات الأوروبية عن سباق الزعامة للمسابقتين على مستوى الناشئين والشباب، ليس أكثر من مشهد ترافقه الكثير من التفاصيل والضبابية، من ضمنها تركيز المنتخبات الأوروبية في ما يخص منتخباتها السنية، على التكوين والتأهيل السليم، اكثر من الاهتمام بالنتائج والالقاب، وبينما حققت البرازيل 5 ألقاب على مستوى مونديال الشباب بعد الأرجنتين المتصدر بـ 6 ألقاب، وفازت ب3 ألقاب على مستوى مونديال الناشئين بعد النيجيري المتصدر ب4 بطولات، بعد الاستعانة بالموهبة الفطرية التي تتمتع بها ملاعبها، الا أنها تظل بحاجة ماسة، الى تلك الأسس العلمية السليمة، والمنهجية العلمية التي تتبعها الكرة والمؤسسات الأوروبية، اذا ما ارادت مجاراتها في الأفضلية الكاملة، ليس عن طريق بطولات تحقق بصناعه خارجية، والاستعانة بصديق من القارة العجوز.!