فتحت مراكز الاقتراع البريطانية أبوابها، اليوم (الخميس)، عند الساعة 07:00 (06:00 تغ) في انتخابات تشهد منافسة شديدة ويصعب التكهن بنتائجها بين المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والعمال بزعامة اد ميليباند. ويتوجه الناخبون البالغ عددهم 45 مليونا الى مراكز الاقتراع الـ50 ألفا المنتشرة في مختلف انحاء البلاد لاختيار 650 نائبا والتي ستظل مفتوحة حتى الساعة 22:00 (21:00 تغ). وبوسع المواطنين البريطانيين ورعايا الكومنولث وجمهورية ايرلندا المقيمين في بريطانيا ممن بلغوا ال18ـ والمدرجة اسماؤهم على اللوائح الانتخابية، ان يدلوا بأصواتهم. وحدهم اللوردات والسجناء لا يمكنهم التصويت، كما ان الملكة اليزابيث الثانية لا تستخدم حقها في التصويت لأن عليها البقاء على الحياد. ويتوقع صدور النتائج الاولى قرابة منتصف الليل، خصوصا في اسكتلندا ولندن، بينما سيؤدي إجراء انتخابات محلية موازية في سائر البلاد الى إبطاء عملية فرز الاصوات وربما سيكون من الضروري الانتظار حتى بعد ظهر الجمعة لصدور النتائج النهائية على الصعيد الوطني. ولمعرفة الفائز الحقيقي لا بد من الانتظار عدة ايام او عدة اسابيع اضافية ربما. واذا كانت النتيجة متقاربة على ما تشير الاستطلاعات منذ ستة اشهر، فان كاميرون وميليباند يمكن ان يعلنا الفوز صباح غد (الجمعة). من جانبها، عنونت صحيفة "التايمز" البريطانية "يوم القيامة" مع صورة لبرلمان وستمنستر وسط أجواء تنذر بنهاية العالم. كما حذرت صحيفة "ديلي تلغراف" من "القيام بأي شيء قد يندمون عليه". وكتبت صحيفة "الغارديان" ان هذه الانتخابات "لا يمكن ان تكون اكثر تنافسية" ونشرت نتائج اخر استطلاع للرأي أجراه معهد "أي سي ام" والتي اشارت الى تعادل المحافظين والعمال بنسبة 35% امام يوكيب (11%) والليبراليين الديمقراطيين (9%). وفي العام 2010، تطلب الأمر خمسة أيام للتوصل الى تشكيل حكومة ائتلافية غير مسبوقة بين المحافظين والليبراليين الديمقراطيين. وأدى هذا المناخ العام من الريبة ازاء السياسيين الى تجزؤ البلاد الى عدة احزاب صغيرة. ومع استبعاد احتمال فوز أي من الحزبين الكبيرين بأغلبية تؤهله لتشكيل حكومة وتزايد نفوذ الاحزاب الصغيرة، فانه من المرجح ان تكون هذه الانتخابات مؤشرا على تقلص سياسة الحزبين التقليدية في بريطانيا وصعود سياسة الاحزاب المتعددة المنتشرة في اوروبا. يجدر بالذكر أنه في آخر استطلاع للرأي اجرته هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) حصل حزب المحافظين على 34% من الاصوات يليه العمال مع 33% وحزب الاستقلال البريطاني على 14% والليبرالي الديموقراطي على 8% فقط. غير ان تلك النسب ليست مؤشرا جيدا لنتائج الانتخابات في بريطانيا بسبب النظام الذي يحتسب النتائج فقط في الدوائر المنفردة وليس في التصويت الاجمالي.