اتفق خبراء واستراتيجيون مصريون لـ«عكاظ» على أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام القمة الخليجية التشاورية التي عقدت بالرياض امس الاول، يعكس ادراكه السياسي العميق بحجم التحديات الجسام التي تتعرض لها دول المنطقة، وما تتعرض له دول المنطقة من أطماع، ومحاولة زرع الفتن الطائفية ونشر الإرهاب. وقال الدكتور أحمد يوسف مدير مركز الدراسات العربية: إن خادم الحرمين الشريفين قدم رؤية شاملة للقادة الخليجيين لما تتعرض له دول المنطقة من تحديات كبيرة تؤثر سلبا على النواحي السياسية والاقتصادية، مطالبا القادة بالالتفاف حول مشاكل المنطقة لكونها المنقذ الوحيد للأمة العربية من التدخلات الخارجية التي تحاول تقسيم دول المنطقة، مشيرا إلى أن تبني خادم الحرمين الشريفين مركزا للأعمال الانسانية والإغاثية بالرياض يعكس دور ومكانة المملكة على المستوى الإنساني العالمي. وأشار الدكتور يوسف إلى أن دعم المملكة لعودة الشرعية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور، جاء استجابة لطلب الرئيس نفسه، منوها أن المملكة عرفت طوال تاريخها بأنها دولة مسالمة تهمها الدول العربية، وأن التوحد العربي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الطاحنة التي ضربت المنطقة بأسرها بعنف، وأدت إلى تدمير بعض من الدول مثل سوريا والعراق وليبيا. وبدوره، قال اللواء جمال مظلوم الخبير الاستراتيجي: إن الملك سلمان عرض في كلمته العديد من النقاط الحساسة التي تمس قضايا الأمن العربي، وأهمها دوافع عملية عاصفة الحزم ونتائجها والغرض منها، ومرحلة إعادة الأمل للشرعية اليمنية التي سلبتها ميليشيات الحوثي وأعوانها، فضلا عن القضية الأساسية للعالم العربي والإسلامي المتمثلة في القضية الفلسطينية، مضيفا أن المملكة دولة ذات رؤية استراتيجية، وقضيتها الأولى هي القومية العربية ووحدة الصف العربي، لمواجهة كافة الأخطار التي تحيط به، بداية من أطماع إسرائيل وحتى الأطماع الإيرانية والتي ظهرت جليا في التدخل في اليمن والزج بالجماعات الحوثية هناك. وثمن السفير أحمد الغمراوي مساعد وزير الخارجية المصري، كلمات الملك سلمان، مؤكدا انها رسالة للعالم أجمع لحل القضايا العربية العالقة التي تمر بها دول المنطقة في الوقت الحالي. وأضاف أن وقوف خادم الحرمين الشريفين بجانب اليمن يؤكد مشاعره الطيبة تجاه اليمن قيادة وحكومة وشعبا. وقال: إن الملك سلمان تطرق في حديثه عن الارهاب بعد أن اصبحت المنطقة بأكملها محاصرة من قبل الجماعات المتطرفة الإرهابية، منوها بأن تحركات المملكة العسكرية رسالة لكل من يتربص بأمن المنطقة. وقال الغمراوي: إن المملكة سوف تواصل التزامها ومشاوراتها مع الأطراف المعنية بالأزمة الإنسانية في سوريا، وتقديم يد العون والمساعدة من أجل إنهاء تلك المأساة الإنسانية، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، ومطالبة الملك سلمان المجتمع الدولي بمسؤولياته، كما وجه دعوته للدول الكبرى لمنع انتشار السلاح النووي في المنطقة، لأن هذا سيدخلها في سباق تسلح نووي وعدم استقرار سياسي وأمني في المنطقة الملتهبة.