×
محافظة جازان

إنهاء الدراسة وبدء الاختبارات لكافة المراحل بصبيا

صورة الخبر

يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، بفضل من الله ثم بفضل السياسة الحازمة للملك سلمان أصبح من الطبيعي جدا أن تذهب إلى العمل فتكتشف أن مسؤولك الذي كان يملأ ردهات الوزارة ضجيجا قد تبخر قبل شروق الشمس، فلم يعد ثمة متسع في هذا البلد لأخطاء المسؤولين الجسيمة، وأتخيل أنه في حال تكرار أخطاء بعض المسؤولين سوف نكون بحاجة لتأسيس جمعية للمسؤولين والوزراء السابقين! وهذا أمر صحي جدا، فالدول التي يكثر فيها المسؤولون السابقون بسبب رغبتهم أو بسبب إقصائهم هي دول قادرة على إعادة ابتكار نفسها وتطوير مؤسساتها الدولية، أما الدول التي يعشعش في وزاراتها المسؤولون ولا يفصل بينهم وبين الكرسي إلا الموت فهي دول مترهلة وتعاني صعوبات لا حصر لها في قطع أي خطوة إلى الأمام، لأن المسؤول المعشعش يفضل أن يكون نوابه ومديروه معشعشين مثله بحكم العشرة والتعود، فتمر السنين سريعة على المبنى الحكومي القديم دون أن يتحرك أحد لفتح الشباك كي يعرف طبيعة الطقس في الخارج. سياسة الحزم (السلمانية) طالت هذه المرة رئيس المراسم الملكية، حيث ذكرت بعض وسائل الإعلام أنه أعفي من منصبه بسبب تصرفه غير اللائق مع أحد المصورين الصحفيين خلال مراسم استقبال العاهل المغربي، وكانت هذه العاصفة الإدارية الحازمة قد (قشعت) وزيرا من قبل وشخصية رياضية بارزة، ما يعني أن مقاطع الفيديو وهاشتاقات تويتر لم تعد تمر مرور الكرام في ظل قيادة سياسية تتماهى مع نبض الشارع ولا تقبل الخطأ أيا كان مصدره، وهذه الإجراءات الحاسمة التي تميزت بها الأيام الأولى لعهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله هي في أول الأمر وآخره رسائل واضحة لكل المسؤولين بأنه لا أحد فوق المحاسبة، وهي الرسائل التي سيكون لها أثرها الإيجابي الأكيد على أداء المؤسسات الحكومية. وبسبب هذه الإجراءات السريعة الحاسمة لن يجد كتاب الصحف ما يكتبونه عن هذه الأخطاء التي ارتكبها بعض المسؤولين الكبار، فقبل أن يشرعوا في كتابة الأسطر الأولى من المقال، بل قبل أن يستيقظوا من النوم، يكون القرار الحاسم قد اتخذ وانتهى الأمر، فتصبح كل الكلمات بلا معنى. اليوم لم يعد المسؤول رفيع المستوى ذلك الكائن الأسطوري المحصن عن المحاسبة مهما كان خطأه، بل بدأت البلاد بترسيخ فكرة أن المسؤول هو موظف كبير موجود أساسا لخدمة المواطن، وأصبح من الطبيعي جدا أن يدخل أحد الموظفين على زملائه وهم يتناولون إفطارهم ليقول لهم إن معالي الوزير قد أصبح في خبر كان، فيكملون إفطارهم دون أن تظهر على وجوههم علامات الاستغراب.. عادي جدا فنحن في عهد سلمان الحزم.. أطال الله في عمره. نقلا عن عكاظ