اختتمت في الرياض، أمس الثلاثاء، أعمال القمة التشاورية الخليجية ال15 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.ورأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وفد الدولة إلى القمة التي حضرها الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند ضيف شرف. وضم وفد الدولة المشارك في القمة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومحمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، والدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي ومحمد سعيد محمد الظاهري سفير الدولة لدى السعودية. وجدد العاهل السعودي في كلمته أمام القمة التأكيد على أن عاصفة الحزم في اليمن جاءت استجابة للشرعية للدفاع عن النفس وتجنيب الشعب اليمني المزيد من الانزلاق نحو الفوضى والاقتتال، مضيفاً أن العملية حققت أهدافها وبدأت عملية (إعادة الأمل) التي تهدف إلى دفع جميع الأطراف اليمنية إلى الحوار، مشدداً على ضرورة الإسراع في تنفيذ قرار مجلس الأمن الاخير رقم 2216 الخاص باليمن. وأعلن عن تأسيس مركز للأعمال الإنسانية مقره الرياض للمعاونة في أنشطة الإغاثة باليمن، وأضاف مستمرون في دعم اليمن بالسبل كافة. وأعرب عن ترحيب دول مجلس التعاون بمشاركة جميع الأطياف اليمنية في مؤتمر الرياض الذي سيعقد تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي. وتطرق الملك سلمان في كلمته إلى الملف النووي الإيراني والاتفاق الأخير الذي توصلت إليه طهران مع مجموعة (5+1) في هذا الشأن، مؤكداً ضرورة ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني وخلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. ودعا خادم الحرمين إلى مضاعفة الجهود للمحافظة على مكتسبات شعوب المنطقة، مؤكداً أن القمة تعقد لمواجهة الأطماع الخارجية في المنطقة. واستذكر مآثر الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز وحرصه على تحقيق مصالح شعوب دول مجلس التعاون والعمل على الارتقاء بمنظومة المجلس نحو التكامل والوحدة والعمل المشترك. وفي الشأن الفلسطيني أكد أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية، فيما شدد بشأن الأزمة في سوريا على ضرورة الالتزام بإعلان (جنيف1) كمدخل لتحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، شريطة ألا يكون لرموز النظام دور في مستقبل سوريا. وكان خادم الحرمين الشريفين رحب في بداية كلمته بالرئيس الفرنسي الذي يحضر القمة الخليجية كأول ضيف غربي، مشيداً بمتانة العلاقات الفرنسية - الخليجية وبالدور الإيجابي الذي تؤديه فرنسا في دعم قضايا المنطقة. من جانبه أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ضرورة أن تعلم إيران أنها لن تمتلك أسلحة نووية تؤدي إلى عدم استقرار منطقة الخليج. وقال في كلمته أمام القمة: نريد اتفاقاً نووياً قوياً ومستداماً مع إيران، مؤكداً أنه يجب أن تعلم إيران أنها لن تمتلك أسلحة نووية تهدد دول مجلس التعاون الخليجي الست. ودعا الرئيس الفرنسي إيران إلى التعهد بعدم امتلاك أسلحة نووية وقال: يجب أن تتعهد إيران بعدم امتلاك سلاح نووي. وقال هولاند: نريد أن نحكم على إيران من خلال أفعالها لا أقوالها، مؤكداً أن أي اتفاق مع إيران يجب ألا يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة. وأكد الرئيس الفرنسي إننا لن نتردد في أي عمل حتى لو كان عسكرياً من أجل حلفائنا. وقال هولاند من ناحية أخرى إن المنطقة تواجه مخاطر إقليمية تهدد أمنها واستقرارها، مضيفاً نحن شركاء للتحالف القائم في العراق لمكافحة الإرهاب، ومكافحة داعش. وأضاف: نعمل على التواصل لاتفاق بشأن ليبيا، مشيراً إلى إننا سندعم المعارضة المعتدلة في سوريا، موجهاً حديثه لقادة الخليج قائلاً: اخترتم إطلاق عدد من المبادرات ووقفتم إلى جانب المعارضة السورية. وأضاف هولاند: سنعمل على إعادة الشرعية في اليمن، داعياً إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص باليمن بأسرع وقت. وقال:أحيي مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالنسبة إلى اليمن، في إشارة إلى قرار وقف عملية عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل. وأضاف أن فرنسا تدعم قرارات دول التحالف العربي بقيادة المملكة لإعادة الشرعية لليمن. وكان الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني ألقى كلمة في بداية الجلسة الافتتاحية حيا خلالها القادة والرئيس الفرنسي. وأضاف ينعقد هذا اللقاء ونستذكر ببالغ الاعتزاز والتقدير والعرفان السيرة العطرة للمك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، طيّب الله ثراه، وجعل الجنة مثواه، الذي نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه وأمته العربية والإسلامية، وعزاؤنا الكبير لخير خلف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي يتولى قيادة المسيرة المباركة بحكمته المعهودة وخبرته المشهودة. فرنسا جاهزة للتدخل عسكرياً لحماية أمن الخليج أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده لن "نتردد في مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي حتى لو تطلب ذلك عملاً عسكرياً" . وقال هولاند خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب حضوره القمة التشاورية الخليجية في الرياض، أمس، إن "التهديدات التي تواجه دول مجلس التعاون تواجه باريس أيضاً"، مشدداً على استمرار فرض الحظر على تسليح إيران . ودعا "طهران إلى ضرورة التعهد بعدم الحصول على سلاح نووي" . وشدد هولاند على أن باريس حريصة "على إقامة حلف قوي وموثق مع دول الخليج" الست .