صراحة خالد الحسين : رعى معالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل أمس, اللقاء العلمي الأول للتوعية الإسلامية الأمن الفكري, الذي نظمته الإدارة العامة للتوعية الإسلامية (بنات)، بحضور وكيل وزارة التعليم لشؤون تعليم البنات الدكتورة هيا بنت عبدالعزيز العواد, وعدد من مسؤولي ومشرفي الوزارة , وذلك في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض . وتضمن اللقاء ثلاث جلسات علمية، حيث قدمت ورقة خلال الجلسة الأولى بعنوان دور التوعية في تعزيز الأمن الفكري, شارك فيها كل من وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، ومدير عام التوعية الإسلامية بنات فاطمة بنت صالح المقبل, أما الجلسة الثانية فقد حملت موضوع الأسرة ودورها في تعزيز الأمن الفكري، وشارك في هذه الجلسة أستاذ علم النفس المشارك بجامعة الملك سعود وعضو مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الدكتور علي بن عبد الله العفنان، وأستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك سعود الدكتور سهل بن رفاع العتيبي، فيما قدمت الجلسة الثالثة بعنوان شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في تعزيز الأمن الفكري, حيث قدم فيها عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبد الله بن محمد الرفاعي، ورئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور نايف بن ثنيان ، وعضو مجلس الشورى وأستاذ الإعلام الإلكتروني الدكتور فايز بن عبدالله الشهري . بعد ذلك أعلنت الدكتورة هيا العواد عن التوصيات التي قدمت نتيجت هذا اللقاء العلمي الأول للتوعية الإسلامية . وعبر معالي وزير التعليم في كلمه ألقاها ضمن فعاليات افتتاح الجلسات, عن أهمية هذا اللقاء العلمي في مؤسسات التعليم المتعددة لما له من أهمية بالغة لا سيما مع انتشار ظاهرة التطرف الفكري والإرهاب التي عمت الكثير من البلاد، وأن وطننا بفضل الله عزَّ وجلَّ، ثمَّ بالقيادة الحكيمة لخادم الحرمينِ الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيدَهُ اللهُ-, وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد ـ حفظهم الله ـ، يسجّل إنجازاً مميزاً في مكافحة التطرف والإرهاب، من خلال إفشاله للكثير من المخططات الإرهابية، التي تقوم بها جماعات ومنظمات كانت وما زالت تستغل الشباب عبر وسائل متعددة، من بينها شبكات التواصل الاجتماعي, لتستهدف أمن ووحدة هذا الوطن، الذي هو مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية. وأبان أنه على وزارة التعليم أن تدرك جيّداً خطر التطرف الفكري على مؤسساتها والمستفيدين منها، وتستشعر أهمية دورها المجتمعي الكبير، وأن صناعة مستقبل مشرق للوطن ينطلق أولاً من عقل تمّت حمايته وتوعيته وتطويره. وأبان معالي وزير التعليم أن هذا الملتقى العلمي للتوعية الإسلامية الأمن الفكري جاء في إطار مسؤولية وزارة التعليم، التي تعي الأدوار المناطة بها والمنبثقة من ثوابت دينِنا الإسلامي الحنيف وتوجيهات قائدِ المسيرة وراعي النهضة خادم الحرمين الشريفين الملكِ سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظَهُ اللهُ- الذي أولى اهتماماً كبيراً بالعلم والتعليم. وأكد أن حماية مجتمعنا من التطرف الفكري كان لزاماً علينا جميعاً أنْ نعمل سوياً وتتكاتف الجهود، انطلاقاً من الأسرة فالمدرسة فالجامعة، وانتهاءً بالمجتمع بجميع شرائحه ومكوناته لتحقيق الهدف المنشود في تعزيز الأمن الفكري، الذي يُعدُّ مشروعاً وطنياً ضخماً يهدف في المقام الأول إلى حماية المجتمع، وترسيخ الاعتدال، ونبذ الغلوِّ والتطرف والإرهاب، في ظل واقعٍ مليءٍ بالصراعات الفكرية، والتجاذبات الأيدولوجية، التي ذهب ضحيتها بعض أبناء هذا الوطن. وأضاف: مع التطور التقني والمعلوماتي الذي فرض على المجتمعات كافة تحديات جديدة، من أبرزها: شبكات التواصل الاجتماعي التي تعمل بأوجه عدة، ومن ذلك استخدامها لغرض استقطاب الشباب وجرّهم نحوَ التطرف والإرهاب، عبر تنفيذ أعمال إرهابية، أو عبر جرِّهم للانضمام للقتال في مناطق الصراع، أو التأثير عليهم فكرياً من خلال حملات إعلامية ضخمة، تروِّج للتنظيمات المتطرفة وأعمالها الإرهابية. وبين الدكتور الدخيل أنَّ واجبنا في وزارة التعليم يحتِّم علينا ضرورة العمل على تنمية التفكير الناقد، من خلال توفير الأساليب التربوية المرنة والمتطورة لتلبي احتياجات العاملين في مؤسسات التعليم والمستفيدين منها، عبر إيجاد بيئة تفاعلية وجاذبة، يكون الطالب والمعلم والأستاذ الجامعي هم محور عملية التفاعل في هذه البيئة، دون إغفال للدور الكبير الذي ينبغي أنْ تقوم بهِ كلُّ أسرة لتحقيق هذا التكامل، الذي يقود في نهاية المطاف إلى بيئة صحية، بعيدة عن الغلوِّ والتطرف والأفكار المنحرفة, مشيراً إلى أن الوزارة ستعمل جاهدة على إنشاء ودعمِ كلِّ ما من شأنهِ حماية وتوعية وتطوير مؤسسات التعليم كافة برعاية كريمة من قائد هذه البلاد ـ أيدَهُ اللهُ ـ . وقدم معالي وزير التعليم, الشكر للمختصين والخبراء من داخل الوزارة وخارجها، على مشاركتهم لتحقيق أهداف هذا اللقاء، كما شكر القائمين على الإعداد والتنظيم له. وأعلن معاليه عن تأسيس وزارةِ التعليم لإدارة تُعنى بدراسات الأمن الفكري، تحت إشراف ومتابعة مركزِ الدراساتِ الإستراتيجية التابع للوزارة، لتعمل هذه الإدارة على تبنِّي وإطلاق مبادرات عدة، تشمل شرائح منسوبي التعليم كافة، في جميع مناطق المملكة، وهو مشروع وطني واسع النطاق، يتكامل مع الجهود المبذولة على مستوى الجهات الرسمية والمجتمعية كافة.