قال مساعد الملحق الثقافي للشؤون الفنية الدكتور مساعد العساف إن سبب ارتفاع تكلفة شركة «آتنا» للتأمين الطبي هو تسيب وتلاعب بعض المبتعثين بالتأمين الطبي، موضحًا أن المبتعثين غالبًا في حال شعورهم بـ «الكحة» يذهبون لغرفة الطوارئ، مُشيرًا إلى أن تكلفة العلاج في غرف الطوارئ بأمريكا مُكلفة جدًا. وعن سبب عدم محاسبة المتلاعبين بالتأمين من المبتعثين والمستشفيات أو العيادات أكد أن شركة «آتنا» لا تستطيع فعل ذلك إلا بعد أن يكتب المبتعث خطابًا للشركة يوضح فيه أن هذه المستشفى أو العيادة تتلاعب بالأسعار، ما يُعطي الشركة بعد ذلك الحق القانوني لمقاضاة المستشفى أو العيادة المتلاعبة، مُؤكدًا أن الملحقية على يقين أن المبتعث لن يكتب خطابًا كهذا. وحول عدد المتلاعبين من المبتعثين وقيمة المبالغ التي تلاعبوا بها، وهل شركة «آتنا» زودتهم بعددهم وقيمة المبالغ التي تلاعبوا بها، قال الدكتور مساعد العساف إنه لا يملك الرقم، ولا القيمة.. وقال إن شركة «آتنا» تعتبر هذه الأرقام سرية وليست للنشر. وأوضحت «المدينة» للدكتور مساعد أن بوليصات التأمين السابقة لـ «آتنا» كانت واضحة، وكانت تغطي تكلفة زيارة المبتعث للمستشفى والعيادة بنسبة 100 في المائة دون النظر في هل هي مستشفى أو عيادة داخل شبكة «آتنا» أو لا، ما يعني أن المبتعث لم يقم بشيء يخالف النظام في حال زيارته لمستشفى أو عيادة خارج نطاق شبكة «آتنا»، فلماذا تلقون باللوم عليه؟ ويجيب: إن القرار كان لشركة «آتنا» وليس للملحقية دخل به، كاشفًا عن أن فرض رسوم على العلاج في غرف الطوارئ بقيمة 100 دولار لكل زيارة، تحول من شرط إلى مبدأ لا يقبل المفاوضة وبالتالي كانت الملحقية مُجبرة على القبول. وأوضح أن من يعتمد العروض المقدمة هي الوزارة وليس الملحقية، وإذا لم تنطبق شروط نظام المنافسات والمشتريات الحكومية في هذا العرض لما قبلت به الوزارة. وأضاف: قبل التجديد مع الشركة الحالية، قمنا بدعوة جميع كبار شركات التأمين الطبي بأمريكا، وجميعها رفضت تقديم عروض حيث قالت هذه الشركات إن وضع طلابكم «ما هو طبيعي» فمصاريفهم عالية مقارنة بعمرهم. وأضاف: هذا ما دعانا لقبول العرض الوحيد المقدم لنا من شركة «آتنا» والتي اشترطت فرض رسم 100 دولار لكل زيارة لغرفة الطوارئ، و100 دولار لكل زيارة لعيادة أو مستشفى خارج نطاق شبكة «آتنا»، مع تحمل المبتعث التكلفة الإضافية في حال كانت تكلفة العلاج خارج المعدل الطبيعي. وأشار إلى أن الأوضاع سوف تتغير في العقد الجديد، واحتمالية حذف الـ 100 دولار المفروضة الآن على غرف الطوارئ، وذلك لدخول شركات منافسة للحصول على عقد الرعاية الطبية. وبسؤال مساعد الملحق الثقافي للشؤون الفنية الدكتور مساعد العساف حول هذا الفرق أوضح أن عقد الملحقية مع «آتنا» مختلف فهو يغطي المبتعث بنسبة 100 في المائة، ويختلف عن العقود المتعارف عليها في أمريكا. وأضاف أن المبتعثين المستفيدين من التأمين ينقسمون إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول وهو المبتعث «فرد» وهذا تكلفته 739.25 دولار.. ومبتعث «شخصان» وتكلفتهما 1476.63 دولار.. ومبتعث «عائلة.. شخصان وطفل أو اكثر من طفل» 2217.60 دولار. وتساءلت «المدينة» عن سبب عدم أخذ صغر أعمار المبتعثين بعين الاعتبار كما هو متبع عادة في أمريكا، أوضح الدكتور مساعد العساف أن عقد الشركة جماعي وليس فرديًا وبالتالي لا يؤخذ العمر بعين الاعتبار، وأيضا العقد مبني على التكلفة الفعلية لعلاج المبتعث، مُوضحًا أن شركات التأمين عادة تبني حساباتها على تكلفة ومصروفات إدارية تصل تقريبًا إلى 95 في المائة، مما يعني أنها تحقق ربحًا من 3 إلى 5 في المائة بينما عقد «آتنا» يصل تكلفته ما بين 97 إلى 99 في المائة مصاريف. وبدوره قال المحامي علي الغامدي إن السفارات والملحقيات خارج المملكة تعتبر جهات حكومية للدولة وبالتالي ينطبق عليها نظام المنافسات والمشتريات الحكومي الصادر بمرسوم ملكي رقم م58 وتاريخ 4/9/1427 هـ ولائحته التنفيذية، وفي حال وجود تنظيم خاص بأداة نظامية دونه فيجب ألاّ يتعارض مع هذا النظام ولائحته التنفيذية. وحول ارتفاع تكلفة التأمين الطبي المقدم للمبتعث في العقد الحالي، أوضحت تقارير اقتصادية أمريكية أن متوسط معدل ارتفاع التأمين الطبي في أمريكا بلغ 3 في المائة لهذا العام، بينما ارتفع في عقد شركة «آتنا» 25 في المائة.