كتبت في تغريدة لي وأنا أستمع إلى الأوامر الملكية الكريمة الأخيرة فجر اليوم الذي أعلنت فيه: "اليوم ـ الأربعاء ـ عرفت بلاد الحرمين الشريفين معنى دعوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "اللهم بارك لأمتي في بكورها".. ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين ـ أيده الله ـ صبَّح شعبه الذي يثمن له كل الذي قام به منذ أن بايعوه ملكا عليهم، على كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ يومها بجملة قرارات دقيقة، أهمها ـ في نظري ـ ذلك التغيير الجذري في منصبيْ ولاية العهد، وولاية ولاية العهد، وإسنادهما لكُفئين من أكفاء هذه البلاد المباركة ـ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، أعانهما الله، وأدام توفيقه عليهما ـ، اللذين أجدد لهما البيعة على كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. قبل الدخول في شجون الموضوع، واجب الوفاء يفرض علي أن أقدم جزيل الشكر مع كل الشاكرين إلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الذي رغب في ترك منصبه، بعد أن نقش حبه في قلوب الناس بفضل المكانة الكبيرة، والخبرات العريضة التي متعه الله بها، والواجب ذاته يفرض وصل الشكر بشكر آخر لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، الذي قدم ـ ومازال ـ كل ما بوسعه من أجل رفعة اسم بلده في كل المحافل العالمية، وبطريقة لا يمكن أن يحاكيه فيها مثله، أو غيره، على المستوى القريب على الأقل.. الأيام الأربعة الماضية كانت حافلة بكثير مما تمنيت أن أكتبه هنا، لولا الخشية من تكرار ما جاء في وسائل الإعلام المحلية، بل والعالمية، لكن ما لا يمكن لي أن أترك كتابته هو أن بلادنا بفضل الله ـ سبحانه وتعالى ـ في خير، وإلى خير.. دلائل هذه الثقة كثيرة، ومن أبرزها هذا التقدير الكبير بين أفراد الأسرة الحاكمة، كذا الولاء الكبير لها من أبناء هذا الشعب الوفي.. مبايعة الأمراء الكبار للأميرين المحمدين ـ جناحا سلمان، أو سيفا سلمان ـ وفي مقدمتهم الأمير مقرن له دلالته الكبيرة، وتكرار تقبيلهما ليده ـ ولكل كبير من الأسرة ـ بتلك الحميمية، والعفوية له معنى خاص، ثم قيام ولي أمر البلاد والعباد، ومعه سمو ولي عهده، وسمو ولي ولي العهد بزيارة الأمير مقرن في قصره رسالة تدل على ما ذكرته، وتلك الأعداد الكبيرة من أبناء الوطن الذين توافدوا، والذين سيتوافدون صباح هذا اليوم الأحد على إمارات مناطقهم لتقديم المبايعة تبشر بما أسلفت كتابته نفسه، ولله الفضل والمنة. المملكة اليوم تعيش فترة انتقال سلس، وبقيادة فتية، وبروح شبابية، ولم يعد هناك أي مكان للعبارات المستهلكة القديمة من مثل "يصير خير" و"راجعنا بكرة"، اليوم الوضع مختلف تماما، اليوم الكل ومن مختلف المستويات ليس أمامهم إلا لوحة ـ أتمنى أن تعلق فوق مكتب كل مسؤول ـ صاغها المليك المفدى، قبل نحو شهرين، ونصها: "إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى".. اللهم سدد ووفق من وليته أمرنا، وولي عهده، وولي ولي عهده لما فيه الخير لنا.