كشفت دراسة حديثة نشرتها دورية Psychological science أن تأثير حبوب مسكّنة معروفة يعتمد عليها البشر منذ 70 عامًا كمسكّن للآلام وخافض الحرارة تُسمى «باراسيتامول» لا يقتصر على الآلام الجسدية، بل يسكّن الانفعالات النفسيّة أيضًا، حيث يتسبب هذا الدواء أيضًا بتبلُّد المشاعر ويقلّل من البهجة والحزن على حدّ سواء، من دون أن يعي مستخدموه ذلك طوال هذه السنوات. *** هذا الكشف جعلني أتساءل ما إذا كان الإنسان العربي قد تعرّض لجرعات مكثفة من هذا الدواء، وإلا بماذا نفسر انحسار الاهتمام بكثير من المآسي في العالم العربي ابتداءً بتهاوي الاهتمام بالقضية الفلسطينية التي كانت تعتبر القضية العربية المركزية، وانتهاءً بالتبلد الذي أصاب أكثر العرب تجاه ما يحدث للشعب السوري من مجازر يومية راح ضحيتها ما يقرب من ٢٥٠ ألف قتيل والملايين من المهاجرين في شتى بقاع المعمورة!! *** إن تبلد المشاعر واللامبالاة حسب علم النفس هي حالة وجدانية سلوكية، معناها أن يتصرف المرء بلا اهتمام في شؤون حياته أو حتى الأحداث العامة كالسياسة، وإن كان هذا في غير صالحه. وتعتبر اللامبالاة جزءًا من الميكانيزمات الدفاعية التي تدافع بها الأنا عن الذات. فهي حالة هروب من واقع يصعب تغييره، أو نتيجة ضغوط أو صدمات نفسية مروعة، مثل قتل أو تشويه الناس أثناء الحرب، مع عدم توفر الإرادة على الفعل وعدم القدرة على الاهتمام بشأن النتائج. - ترى متى يتخلّص الإنسان العربي من إدمان أدوية أو معتقدات تُبعده عن الواقع العملي الذي يعيش فيه وتُغيبه عن الشعور والإحساس؟! #نافذة: (ذَلّ مَنْ يَغبِطُ الذّليل بعَيشٍ رُبّ عَيشٍ أخَفُّ منْهُ الحِمامُ كُلُّ حِلْمٍ أتَى بغَيرِ اقْتِدارٍ حُجّةٌ لاجئٌ إلَيها اللّئَامُ مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ) المتنبي nafezah@yahoo.com