×
محافظة المدينة المنورة

اجتماع تحضيري لتبني جامعة طيبة لمبادرة ( التوطين بالتنمية )

صورة الخبر

من الطبيعي أن يطرح مبعوث الأمم المتحدة الجزائري الأخضر الإبراهيمي فكرة دعوة إيران لمؤتمر «جنيف 2»، الذي يناقش ما فعله النظام السوري بشعبه، ليس بصفة إيران طرفا بالحرب من خلال دفعها لجزء من جيشها «حزب الله» داخل سوريا، بل لأسباب عدة أهمها أن «جنيف 2» لا يراد له حل أزمة شعب نصفه يتم إبادته بكل الأسلحة المتوفرة للنظام، ونصفه جعله النظام متسولا خارج وطنه لاجئا. «فجنيف 2» يراد له عرقلة القضية وتمييعها، لتستمر الحرب في سوريا أطول وقت، كما حدث في حرب «العراق وإيران» التي بدت «لنظام البعث العراقي» ــ ومن خلال تفسيرات ونصائح «مالكو مجلس الأمن» ــ أنها حرب سريعة لاحتلال منفذ على الخليج، ثم يصدر من «مجلس الأمن» قرار بإيقاف الحرب والتفاوض سياسيا، لكن هذا لم يحدث وتم تسويف وتعطيل قرار وقف الحرب 8 سنوات، إذ أن المصانع الحربية ستتوقف عن العمل إن توقفت الحرب وسيخسر تجار الحرب الذين هم «أعضاء مجلس الأمن الدائمون»، فلا يستطيعون تمويل حضارتهم القائمة ككل الحضارات على الحروب، وهكذا حدث وضخت مئات المليارات على تلك الحرب، كما يضخ عشرات المليارات الآن على أزمة سوريا لشراء الأسلحة. من الطبيعي أيضا أن تتكرر هذه اللعبة دائما، وأن يلعب العرب نفس الدور، إذ أن العقل العربي لا يريد تقبل مفهوم الدولة الحديثة «دولة القانون»، وما زال يؤمن بالدولة القديمة «أنا الدولة والدولة أنا»، لهذا لم يضع العرب «قانونا» يحترمونه ويحتكمون له، حتى «جامعتهم العربية»، لم تحل يوما مشكلة عربية عربية، وكان يمكن لأي حاكمين أن ينسفا الاتفاقيات بين دولتين عربيتين، ويغلقان الحدود فيما بينهما دون أن يكترثا للأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي سيتكبدها الشعبان. وبما أنني أتحدث عما هو طبيعي، وبما أن العرب «نظام ومعارضة» لا يحاولان إيجاد حل لمشاكلهما دون إحضار الخارج، ويتهمان بعضهما البعض بالعمالة للخارج، ويلجآن كلاهما إلى الخارج لدعمهما، هذا الخارج الذي يحقق مصالحه المتضاربة مع مصالح الطرفين. من الطبيعي أن يكتب التاريخ بعد قرن أن «العرق العربي انقرض»، لأن كل عربي كان يؤمن بـ «أنا ومن بعدي الطوفان».