حذر الشيخ عبدالعزيز عبدالله آل الشيخ مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، من اتخاذ الحج موسما لشعارات الجاهلية، وآراء حزبية ودعوات مضللة، مشيراً إلى أن هناك من يسعى إلى التفريق بين المسلمين، ويشتتون كلمتهم، ويوغيرون الصدور على حكامهم وشعوبهم، واصفاً هذه الفئة بالضالة، التي لم تأت إلى الحج إلا للفسوق والطغيان. وقال آل الشيخ: "إن هؤلاء لم يحضروا لطاعة لله وقربة له، فهم يرفعون فيها شعارات، ويسيئون للأمة ويعكرون صفو حجها، ولكن الجهات المعنية منتبهة أشد الانتباه، فنحن مسلمون لم نأت نفرق الكلمة ولا نحدث صدعاً بيننا وبين شعوبنا وقادتنا، أتينا لتتحد صفوفنا وتجتمع كلمتنا ونتعاون ونتناصح ونستغل هذه الفرصة باجتماع الكلمة والتعاون، والتناصح والحوار الهادف إلى الحق وإبطال الباطل". وأضاف: "إن رفع الأعلام الجاهلية والصراخ والتواصل بالفتن هذا أمر غير صحيح، فاحترام أنظمة المرور واجب، إذن نحن نشتغل بالعبادة وذكر الله- جل وعلا- وسؤال الجنة والنجاة من النار لم نأت للطعن بأحد أو الترويج لرأي فاسد، إن سلف الأمة وعلماءها يعدون الحج ملتقى لهم للتفاهم والتعاون والتدابر، أما أن نتخذ شعارات الجاهلية وأعلام جاهلية ما جئنا لهذا، نحن أمة مسلمة، أمة واحدة ربنا واحد، ونبينا واحد، وكتابنا واحد، هؤلاء يريدون تفريق الحج، ويحاولون الإساءة لهم ولكن ولله الحمد سيعود عليهم ظلمهم بالخسارة". وأشار مفتي السعودية خلال حديثه في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض أمس، أن من حكمة الله أن جعل للعشرة الأيام فضلا، ففضّل بعض الشهور وبعض الأيام على بعض، جعلها سيد الشهور واختص الشهور الأربعة، واختص ذا الحجة بخصائص، وجعلها أفضل أيام الدنيا ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فيها يوم عرفة الذي فيه محو للذنوب والعتق من النار. وقال: "حجاج بيت الله الحرام، جاؤوا إلينا من كل حدب وصوب لبيت الله الحرام على طاعة الله، وتلبية لنداء الخليل عليه السلام، جاؤوا طاعة لله ليعبدوا الله ويؤدوا هذا الركن العظيم من أركان الإسلام الذي فيه كمال إسلامنا، لأن إسلامنا بني على خمسة أركان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام، جاؤوا لأداء هذه العبادة".