يوما بعد يوم تظهر الميلشيات الحوثية العميلة لإيران الغدر والكراهية تجاه ليس فقط المملكة العربية السعودية وشعبها ، بل كل ما تمثله المملكة من قيم عربية وإسلامية وما تمثله المملكة من مركز وثقل روحي للمسلمين من أهل السنة والجماعة ، والقيم المتسامحة التي يمثلها الإسلام السني حول العالم . ويوما بعد يوم تستمر الجرائم الحوثية التي ترتكبها أيدي ملوثة الدماء اعتادت الغدر والخيانة والقتل غيلة ، أيادي آثمة تتحرك وتغدر وتقتل بأوامر من ملالي طهران الآباء الروحيين للمشروع الصفوي الإمبراطوري الإيراني الذين فضحتهم ألسنتهم بمزاعم وأكاذيب وأوهام حول الامبراطورية الفارسية التي تمتد من اليمن لحدود تركيا وعاصمتها بغداد ، وحول العواصم العربية الأربعة التي أصبحت تحت سيطرة الكيان الصفوي في إيران . مدمرات ومؤامرات وليس مصادفة أن جرائم القتل ، التي ترتكبها عناصر من مرتزقة الحوثيين ضد الآمنين من بني وطنهم يحملون نفس الهوية اليمنية والانتماء لليمن ، أو هكذا مفترض، وجرائم القتل غيلة ضد جنود المملكة المرابطين على الحدود ، تتزامن مع اقتراب مدمرات الكيان الصفوي في إيران وسفنه الحربية من الشواطئ اليمنية . وليس صدفة المحاولات المستميتة التي يغلب عليها الطابع الاستخباراتي للطائرات الإيرانية المدنية لكسر القواعد التي وضعها مجلس الأمن لرحلات الطيران من وإلى المطارات اليمنية ، وهى رحلات مشبوهة تنطلق من طهران عاصمة التآمر على العرب والمسلمين ، وتقصد صنعاء محملة بشحنات لا ترغب في كشفها ، وتنقل معها تعليمات القتل والغدر لحفنة من العملاء والجواسيس يتنكر قائدهم في ملابس الفقيه . مصلح معيض : الحوثي خرج من الانتماء الوطني والعربي خالف مسار الأمام زيد وعلى الرغم من الدعاوي التي تطلقها أبواق صفوية للحوار في اليمن ، فلا تتوقف محاولات الحوثيين وأعوانهم الاستحواذ على الأراضي بالقوة وتقويض سلطة الحكومة الشرعية تشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الأخير حول اليمن . فمنذ بدأت فتنة الحوثي في اليمن لم تتوقف جرائم نهب واقتحام واسعة ارتكبتها جماعة الحوثيين ،و شملت هذه الجرائم مؤسسات حكومية مدنية وعسكرية ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات إعلامية بالإضافة لمساجد ومنازل سكنية ومؤسسات طبية وتعليمية ومقار حزبية. جرائم نهب ومنذ الأيام الأولى من صعود المؤامرة الحوثية ضد مقدرات اليمن وهويته قام مرتزقة الحوثيين بنهب ما لا يقل عن 15 مؤسسة حكومية عسكرية في نية فاضحة لتقويض أهم مؤسسات الدولة اليمنية أبرزها القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة وقيادة قوات الدفاع الجوي ومعسكرات أخرى . الشيخ عبد الله الحميري: اليمن تحتل أولوية في مشروع إحياء الإمبراطورية الفارسية والمؤسسات المدنية نالت نصيبها من اقتحامات الحوثيين حيث تم اقتحام ونهب 13 مؤسسة حكومية مدنية أهمها مجلس رئاسة الوزراء ومجلسا النواب والشورى والبنك المركزي ومطار صنعاء الدولي ، بالإضافة إلى اقتحام ثماني مؤسسات إعلامية -أولها القناة الرسمية اليمنية- وقناتي سبأ والإيمان المملوكتين للدولة ووكالة سبأ للأنباء وكذلك قناة سهيل التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح وبعض الصحف والإذاعات الرسمية. كما لم يتوانى مرتزقة الحوثيين عن اقتحام 26 مؤسسة تعليمية و29 مقرا حزبيا وخمس مؤسسات طبية بالإضافة لـ62 منزلا سكنيا معظمها لقيادات سياسية وعسكرية وناشطين مدنيين ، و لم تسلم الأندية الشبابية والمساكن الطلابية هي الأخرى من الدهم والاقتحام، حيث تم اقحام ناديي الفتح واليرموك وكذلك أربعة مساكن طلابية. وحتى دور العبادة لم تسلم من جرائم الحوثي ، ويواصل مسلحو الحوثي اقتحام المساجد في صنعاء خاصة الكبيرة منها، وحدث ذلك فيما لا يقل عن 35 مسجدا منها مسجد ذو النورين أحد أكبر مساجد العاصمة حيث تم فرض إمام وخطيب للمسجد من جماعة الحوثيين، بالإضافة لاقتحام عدد من مراكز تحفيظ القرآن الكريم ونهب محتوياتها . طائفة شاذة لكن من صنع فتنة الحوثي ؟ وكيف تحول الحوثيون من مكون طبيعي في المجتمع اليمني إلى طائفة شاذة بين الشعب اليمني ؟ ومن الذي يتحمل المسئولية التاريخية عن تحويل طائفة من الشعب اليمني العربي المسلم إلى ميلشيا عميلة ترفع صور زعماء أجانب هم ملالي طهران في الميادين وحتى في المكاتب الرسمية في صنعاء ؟ الفتنة إيرانية .. هذه هى الإجابة باختصار ، فاليمن الذي عاش قرونا هادئا مستقرا يتميز بحكمة أبنائه لم يعرف الفتنة الطائفية إلا بعد أن أطلت عليه عمائم ملالي إيران الصفوية التي تخفي تحتها ميراث فارسي مجوسي يحتقر العرب والعروبة والتي تعتبر اليمن الحاضنة الأولى لها . سوسن أبو حسين : الحوثيون بيادق تحركهم أيدي إيرانية وفق مصالح طهران باليمن عاش اليمنيون مئات السنين في انسجام فريد بين المذهبين السائدين هناك وهما المذهب الزيدي والمذهب الشافعي؛ فلم تكن هناك مساجد خاصة بالزيود وأخرى للشوافع، وقد كان للاقتراب بين المذهب الزيدي وأهل السنة الدور الأبرز في حصول هذا الانسجام والتوافق بين المذهبين في اليمن. فالإمام زيد وأتباعه قد رفضوا المساس بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، ولم يعرف عن أحد من أئمة الطائفة الزيدية في اليمن أو مشايخها أو حتى أتباع المذهب الزيدي سب الصحابة أو المساس بهم ، وعاش الشعب اليمني في وئام مع محيطه السني في الجزيرة العربية ، لكن لم يعجب هذا ملالي مجوس طهران ! الحق الإلهي يقول الكاتب مصلح معيض مصلح إن كل الشواهد حول الفتنة الحالية في اليمن تشير إلى الأيدي الإيرانية الملوثة بدماء المسلمين في كل مكان ، فخروج الحركة الحوثية على الدولة في اليمن ، بل وانسلاخ هذه الحركة عن الانتماء الوطني والعربي الذي عرف به اليمنيون يعود في الحقيقة إلى خروج هذه الجماعة عن المسار الذي انتهجه الإمام زيد واقترابهم من مبادئ المذهب الإيراني القائل بالحق الإلهي في الخلافة ومن ثم نيل رموز هذه الحركة من الخليفتين الراشدين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما . لقد قضى بدر الدين الحوثي قرابة ثمانية أعوام في إيران ؟ فماذا فعل به الإيرانيون في قم وطهران ومشهد ؟ وكيف تحول الفقيه إلى جاسوس يسقط هويته وانتماءه لبلاده ويخون حتى مبادئ عقيدته . ما حدث هو أن الخطاب الزيدي والمذهب الزيدي بأكمله قد تعرض لاختراق خطير، ولأول مرة تعلو الشتائم ضد كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الأجلاء في اليمن وبلسان شخوص ينتمون للمذهب الزيدي ، وخاصة أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي اللّه عنهما . وفي واقعة شهيرة وكاشفة وعندما تمت مواجهة يحي الحوثي بتسجيلات لشتم كبار الصحابة على لسان المدعو حسين بدر الحوثي ، أجاب يحي الحوثي بإجابة تفضح الحقد والكراهية ضد أكابر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبهتان مذهب يقوم بأكمله على الكذب بدعوى التقية ، وقال الحوثي : : أنا لست ضدهما ولكن لا أترضى عليهما ! تمدد شيعي يقول الشيخ عبد الله بن غالب الحميري المشروع الاثني عشري على سياسة التمدد التوسعي عن طريق تصدير مذهب التشيع لسائر البلدان السنية تمهيداً للسيطرة الكاملة، وإعادة الإمبراطورية الفارسية الكبرى كما يحلمون بها . ويؤكد الحميري أن اليمن تحتل رتبة الأولوية في هذا المشروع التشيعي الاستعماري الجديد، ويسيل لهذا البلد لعاب المطامع الرافضية والباطنية منذ القدم، بالإضافة إلى أن اليمن هو البلد الوحيد الذي حفظ به المذهب الزيدي أو الهادوي الشيعي دون سائر البلدان حتى اليوم، وتعاقب أئمته على حكم اليمن زهاء عشرة قرون من الزمن . لكن ما حدث بعد ذلك هو أنه على الرغم من وجود فروق جوهرية، وتباين طرق الالتقاء بين المذهبين الزيدي والاثنى عشري إلا أن محاولات ملالي طهران لم تنقطع محاولاتهم المتكررة قديماً وحديثاً لاختراق الزيدية واحتوائها دون أن يعير لتلك الفروق بالاً. وبعد انتصار الثورة الخومينية الرافضية أواخر القرن الماضي، واضطلاع ملالي طهران بتصدير مشروع التشيع داخل العالم الإسلامي وخارجه بعد أن استولوا على الحكم في طهران ، وبدأ ملالي طهران بالفعل في تطبيق للخطة الخمسينية التي وضعوها لتشييع العالم الإسلامي ، والعمل على استكمال الهلال الشيعي كمرحلة أولى لهذا المشروع لمشروع التوسعي بالأساس وليس العقيد ، فكان من الطبيعي أن يكون اليمن ضمن الصدارة في المجموعة الأولى على مستوى دول المنطقة، وكانت الفئة الأولى المستهدفة هم أبناء الزيدية. فقر وجهل وقد ساعد على اختراقهم عدة عوامل مهمة منها لكن عامل التشيع المشترك بين المذهبين وإن كان المذهب الزيدي أخف مذاهب الشيعة تشدداً، وأقربها إلى مذهب أهل السنة اعتدالاً ، بالإضافة إلى استغلال جهل أبناء الزيدية بحقيقة مذهبهم وانحسار دور علمائهم في التحصين والحراسة ، بالإضافة إلى استغلال أوضاع الحاجة المعيشية السائدة في اليمن على وجه العموم، وفي المناطق الزيدية على وجه الخصوص، كونها أشد المناطق حاجة وفقراً ، و استغلال الرغبة الجامحة عند أغلب أبناء المذهب الزيدي لإعادة الإمامة الزيدية للحكم، وخصوصاً أبنا الأسرة الهاشمية لما كانوا يمتازون به من الزعامة الدينية والدنيوية . تقول الكاتبة والخبيرة في الشأن اليمني وأمن الخليج، سوسن أبو حسين أن جماعة الحوثي لا تتورع في البوح بأنها تريد رد الجميل لإيران عبر إظهار الولاء التام لها، حيث تنتهج الجماعة سياسة المقايضة تجاه السلطة اليمنية، حيث يطالب الحوثيون بفك أسر عناصر إيرانية محتجزة لدى وزارة الدفاع مقابل تقديم تنازلات في بعض القضايا المطروحة. معتبرة أن جماعة الحوثي لا تمثل سوى بيادق تحركها طهران وفق مصالحها على رقعة “سبأ” وهو الاسم القديم لليمن .