لا تكلّ ولا تملّ العناصر المتطرّفة من البحث عما يُمزّق عباءة الوطن، تارة باستجلاب القضايا الخارجية، وتارة بربط الأحداث الخارجية بفئة من المواطنين الشرفاء، ومن الأمثلة على محاولاتهم، تلك، ما يُتداول هذه الأيام، على وسائل التواصل، لمقطع فيديو، فيه «زامل» قيل في مناسبة سابقة، لبعض قبائل يام السعودية، ومحاولة ربطه بأحداث صنعاء. عن هذا «الزامل»، يؤكد ثقات نجران، أنه قيل في مناسبة عفو عن أحد أبناء نجران، قَتَل أحد أفراد إحدى القبائل اليمنية، وقيل هذا «الزامل» ثناءً على من عفا، وهذا دارج بين القبائل، كما يؤكده الشيخ مانع بن صمعان آل نصيب اليامي، وليس كما روّج المرجفون، أنه بمناسبة سيطرة جماعة « الحوثي» على صنعاء. انتشرتْ تلك الأكذوبة في المواقع الاجتماعية، خصوصاً «تويتر»، وغرّد بها مَنْ غرّد، وركب الموجة من ركبها، ونفث سمّه كل من لديه حقد دفين على هذا البلد وقيادته، والهدف من تلك الأكذوبة، التشكيك في ولاء النجرانيين لقيادتهم، وهذا ما لا يمكن أن تصدقه القيادة، وقد فشل المشككون في ولاء أهل نجران، لأسباب منها: ثقة القيادة بأبناء نجران، وثقة المجتمع السعودي المعتدل، والفارق الزمني بين الحالتين، وقاطعة الوتين، أنّ نجران تحمل الرقم (صفر) في مشهد الإرهاب، كما يؤكده، في مقالتَيْهما، الكاتبان القديران علي القاسمي، ومسلي المعمر. يُحسب لمعالي وزير الإعلام تغريدته التي قال فيها: «الوحدة الوطنية خط أحمر، نجران كريمة الأرض، نبيلة الأهل، وطنية العطاء»، لكن هذا لا يكفي، أبداً، مِنْ أعلى مسؤول في وزارة، هي المعنية بتطبيق القانون على من يُسيء استخدام المواقع الإلكترونية، أعتقد، جازماً، أنّ دوركم أكبر من تغريدة، يا معالي الوزير! ضربات خائبة مثل هذه «التلفيقة» لن تزيد النجرانيين إلاّ إصراراً على ولائهم لقيادتهم الرشيدة، هذا الولاء الذي يؤكده شاعرهم، محمد الديك آل منصور، الذي يقول: «إن صاح أبو متعب بيوم الوقيعة × تأتي جموع رجال يام كما السيل». ويترنّم به منشدهم، هادي الرزقي اليامي بقوله: «عهدنا ما نخونه لو يزيد الكلام × يام ما عاهدت صنعاء ولا كربلاء». فليخسأ المرجفون!