تحولت حفنة من القنوات العربية لبازارات (كُورال) تضج بها أبواق وطبول غثة أشبه بنقيق ضفادع في بئر. فأغلب الأبواق والطبول والمزامير صدئة وعدمية إلا من ضجيج يخترق الأذن عنوة. اللافت أن هذه البازارات لا تستقطب إلا جوقة من أصحاب الأصوات المدوية، ومن تصطك أسنانهم يزبدون ويرعدون بغض النظر عن رجاحة أقاويلهم. المهم أن يملأوا الفضاءات و يلوثوها ضجيجاً، والرائج فيها من يملك (ميكانزمات) العويل والصراخ، ولا بأس بشيء من كاريزما الشكل والقيافة مع كثير من صفصفة الأكاذيب وحياكتها، فضلا عن مهارة فائقة في قلب حقائق تغلف بابتسامات تندر وسخرية، وربما قهقهات بأوداج منتفخة محمرة تفضح أول ماتفضح صاحبها. مؤكد أنكم عرفتموه نجم (البازارات الإعلامية)، لا يختلف اثنان أن له ثلة ممن ينساقون على عواهنهم لعذوبة العبارة ورشاقة الكلمة، أما وقد أفل نجمه وتكشفت عرى زيف شخصيته وأنه مجرد بوق مأجور، لا بل مملوك يهرج ويمرج بما يملى عليه حرفيا. بالمناسبة أحد الناصحين العقلاء ناداه عبر إحدى القنوات بالرجوع لعروبته والالتئام بتنشئته، وأقول لهذا الناصح الأمين: عبثاً تنادي من لا يملك إرادة ولا ذمة المفارقة. إنه ما انفك يسخر ممن يبيعون ذممهم وهو الذي باع ذمته وعروبته وبلده بالجملة، فإن كان ثمة مناداة فلتكن للذين لا يزالون باقين على عروبتهم لكنهم مأخوذون بأكاذيبه التي لم تعد تنطلي على نصف عاقل. بالنتيجة لم يعد لهذه الشخصية الممسوخة أي تأثير. لأنه بالغ وتبجح بالكذب والسفسطة بما لا يستوعبه عقل ولا يقبله منطق، وغالى بحبه وولائه لمرجعيته فوق العادة وبكلمة (بإيرانيته) أو فارسيته أكثر من الفرس أنفسهم، وبمقتضاه لا هؤلاء يقبلونه دخيلاً مبتذلاً ولا أولئك يسامحونه على ردته وخيانته لعروبته وانسلاخه من تنشئته، وبهذا المعنى يكون قد ضيع فارسيته المزعومة وعروبته في آن معاً.