×
محافظة المنطقة الشرقية

«التحالف» يواصل دك مواقع الحوثيين ويسقط أسلحة لمقاتلي تعز

صورة الخبر

أكدت دراسة حديثة أن تأثير الإعلام على ثقافة الطفل يشكل ما نسبته 40%، بينما تمثل الأسرة والمدرسة والجيران والمجتمع مجتمعين الـ60% المتبقية، ولفتت الدراسة إلى أن المنظمات الإرهابية التي تعمل على استقطاب الناشئة في صفوفها كانت أكثر وعيًا بأهمية الوسائط الإعلامية الحديثة وأثرها الطاغي على الأطفال والشباب فسارعت جاهدة باستخدام تلك الوسائل حتى تضمن تأسيس جيل موالٍ لها يعتنق أفكارها المريضة، كما أدركت تلك المنظمات أهمية القوى الناعمة في التأثير. وأشارت الدراسة التي أعدتها د. نهى عباس الخبيرة الإعلامية بالقاهرة تحت عنوان «الإعلام والثقافة وفنون الطفل» إلى أن إحدى التنظيمات الإرهابية أعدت لعبة إلكترونية لاختراق عالم الأطفال يثير الوسائل السمعية والبصرية 70% تحتوي على معارك تقوم بتعليم الطفل كيف يقتل جنودًا من الجيوش النظامية لبعض الدول العربية باعتبارهم أعداء له كما تتضمن كمائن لتفجير المركبات العسكرية، مبينة استخدام الإرهابيين لكل وسائل الإعلام الحديثة في الوصول للشباب مثل مواقع التواصل الاجتماعى التي اتخذوا منها ساحة للتواصل ولبث أفكارهم المسمومة لاستقطاب الشباب منتقدة سطحية وتواضع قنوات الأطفال العربية سواء من حيث الكم أو المضمون. ولفتت إلى أنه مقابل 50 قناة أوروبية تهتم بالطفل لا توجد سوى 5 قنوات عربية. وحسب الدراسة فإن نسب تأثير الوسائط الإعلامية المختلفة على الطفل كالتالى: السمعية والبصرية «60-70%»، والتفاعلية كألعاب الكمبيوتر «20-30%» والسمعية «10-20%» والبصرية المقروءة «10-20%». وأكدت أن الوسيلة الإعلامية الأكثر تأثيرًا هي جهاز التلفزيون وهو ما يتطابق أيضًا مع آراء الخبراء الذين يؤكدون في بعض الدراسات أن التلفزيون يأتي بعد الأم والأب مباشرة في التربية الحديثة، موضحة أن تأثيره لا يكون مباشرًا فحسب بل له أيضًا تأثير تراكمي، ووفقًا للدراسة فإن 98% من معرفتنا نكتسبها عن طريق حاستي البصر والسمع ويزداد استيعاب الفرد بنسبة 35% عند استخدام الصورة والصوت معًا. منوعات سطحية وعقدت الدكتورة نهى مقارنة بين اهتمام الغرب بقنوات الأطفال بالنسبة لاهتمامنا بها في عالمنا العربي، وقالت: إنه مقابل 50 قناة أطفال في أوروبا يوجد لدينا تقريبًا 5 قنوات أطفال فقط، وبينما تبث القنوات الغربية برامج وأفلامًا كارتونية تتنوع بين الترفيهي والتعليمي والثقافي تناسب هوية وبيئة وثقافة الطفل الغربي فإن القنوات العربية تتنوع فيما تقدمهما بين أفلام غربية بالكامل وأخرى مدبلجة ومنوعات سطحية وإنتاج محلي قليل جدًا وضعيف المستوى الفني. الألعاب الإلكترونية وأشارت الدكتورة نهى في دراستها أن أطفالنا يتكالبون على الألعاب الإلكترونية بشدة وكلها ألعاب غربية تعزز ثقافة العنف وتقدم نموذجًا للبطل الخارق الغربي الذي ينقذ العالم من الأشرار، مؤكدة أنه حتى الآن لم ننجح في تقديم البديل لأطفالنا من الشخصيات الكارتونية العربية التي تعزز انتماءه. وأوضحت أن هناك الكثير من العناصر التي تساهم في تنشئة الطفل أبرزها الأسرة والمدرسة والمحيط الاجتماعي والإعلام والثقافة وبتحليل هذه العناصر يتضح لنا بالنسبة للأسرة، قديمًا كانت المسؤولية الأكبر بالفعل تقع عليها ولكن مع صعوبة الأوضاع الاقتصادية تراجع دور الأسرة بقدر كبير لانشغال الأب أو الأم أو كليهما معًا بالسعي والعمل لتدبير الأمور المعيشية. وبالنسبة للمدرسة فإنها لم تسلم أيضًا من هذا المصير فتعرض المنظومة التعليمية لمشكلات عديدة أدت إلى تراجع دور المدرسة أيضًا في التأثير على الطفل بشكل فعال يساعد على تنشئته تنشئة سليمة. الأغاني الهابطة وطبقًا للدراسة فإن كثيرًا من الإذاعات العربية يغلب عليها الطابع التجاري، حيث تهمل برامج الطفل إهمالًا تامًا مع الندرة الشديدة في إنتاج أغاني وأناشيد الأطفال مما أدى إلى إقبالهم على أغاني الإعلانات وأغاني الكبار وأشدها جذبًا لهم بالطبع الأغاني الشعبية بل والهابطة أيضًا في أحيان كثيرة. وأشارت الخبيرة الإعلامية إلى أن القراءة هي مقياس لتحضر الشعوب وتقدمها، وإذا لم تتأصل كعادة في نفس الفرد وهو صغير أهملها وهو كبير، لافتة إلى غياب صحف للأطفال في كافة الدول العربية. وطالبت الدراسة باستثمار الإعلام والثقافة في تنشئة أطفالنا تنشئة صالحة ليكونوا مواطنين صالحين يساهمون في بناء أوطانهم وتحصنهم وجدانيًا من أي غزو فكري متطرف.