انتقد عدد من الاختصاصيين انتشار مقاطع فيديو تصور أطفالا يحملون أسلحة ويطلقون منها أعيرة نارية، مع ترديد عبارات حماسية، محذرين من عواقب وخيمة، قد تنتج من هذه التصرفات التي تربي الطفل على العنف في بداية تكوين شخصيته العمرية. وأفادوا أن حمل الصغار السلاح ينشئهم على المشاكل والحدة ويغذي فيهم روح العدوانية في التعامل مع الآخرين، مطالبين بمعاقبة من ينشر تلك المقاطع، ويسمح للصغار باستخدام الأسلحة. وأكد استشاري السلامة والصحة المهنية علي الحميد أن العبث بالأسلحة من قبل الأطفال يؤدي إلى عواقب وخيمة على رأسها الوفاة سواء للطفل أو من حوله، مذكرا بالتعميم الذي صدر من وزارة الداخلية وينص على أن إطلاق النار في مثل هذه الحالات جريمة يعاقب عليها بموجب نظام الأسلحة والذخائر بالسجن والغرامة. وقال: لا تزال ذكرى حادثة الأحساء ماثلة أما أعيننا عندما تسبب أحد الشباب بقطع سلك كهرباء الضغط العالي بطلقات من رشاشه، ما أدى إلى سقوط السلك على فناء الاحتفال للنساء ومقتل 28 منهن، متمنيا من الجهات المختصة تتبع من يقف خلف اللقطات التي تظهر الصغار يحملون الاسلحة، والأخذ بأيديهم حماية للأروح خاصة الأطفال الذي يستجيبون لطلبات آبائهم بكل براءة جاهلين ما يمكن أن يصيبهم من ضرر. ورأى الحميد أن ما يتم تداوله من لقطات لا يمكن أن يعتبر من ضمن التدريب على استخدام الأسلحة النارية، لأن هذه المهمة لها شروط سلامة كثيرة ومتعددة أولها أن يكون هناك ترخيص بالتدريب من قبل الجهات الحكومية وليس تدريبا عبثيا، كما يجب أن يكون هناك ميدان للتدريب محاط بسياج ولوحات تحذيرية تمنع اعتراض أحد مسار الطلقات النارية، إضافة إلى ملابس السلامة مثل واقيات السمع لحماية حاسة السمع لدى المشاركين بالتدريب. وأفاد الحميد أن هذه التصرفات لا يمكن قبولها لا شرعا ولا عقلا ولا قانونا ويجب على الجهات المختصة أن تعاقب كل من يسلم ابنه سلاحا كما هو الحال مع من يسلم طفله سيارة. ورفض الضابط المتقاعد علي الزهراني هذه الممارسات التي تتعلق بالأسلحة سواء من الكبار أو الأطفال، مبينا أن الاسلحة لها ميادينها وليس في الحفلات او للاستعراض أمام أفراد الاسرة والتي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. واعتبر الزهراني استخدام الصغار للاسلحة انتهاكا للطفولة والبراءة، مشددا على أهمية ترك الاطفال بعيدا عن هذه الاسلحة ليتمتعوا بطفولتهم بعيدا عن الأخطار والتربية عليها. ورأى المشرف التربوي محمد الراشدي أن من الخطأ أن يتربى الطفل على العنف في بداية تكوين شخصيته العمرية، معتبرا حمله السلاح في تلك السن ينشئه على المشاكل والحدة بل ويغذي فيه روح العدوانية في التعامل مع الآخرين، ويصيبه باضطرابات نفسية أثناء النوم بسبب ما تصدره من أصوات مزعجة تؤثر على الشخص البالغ فضلا عن الصغير وإذا كانت طفلة كان الموضوع أشد خطورة. وقال: إذا كانت تربية الطفل أكبر من عمره الحقيقي فإنه يفقد بعض الصفات التي يعوضها في عمر متأخر، فيحصل ما يسمى بانفصام الشخصية فيجب على المربي أن يراعي الخصائص النفسية لكل عمر ليضع ما يتوافق معه من تربية.