لاأرى بأساً من أن يقرأ المرء عن كل جديد في حقله واهتمامه. وأخص العاملين بالمهن الطبية من طب وصيدلة وتمريض وتصوير ومناظير وتغذية. المهارة والمستجد لابد أن يسيرا متساويين. الا أننى أعود وأقول إن العلم والاتصال السريع جعل المهرة – في أي حقل –يترددون في المتابعة، ففي السنين الأخيرة نقرأ - مثلاً - عن اكتشاف مبنيّ على دراسة ينادي بأن لا صحة لما اتبعه الإنسان في حياته من النصائح والنواهي. فالدراسة التي أجرتها مجموعة علماء من جامعة (...) تقول إن الدهون في الجسم ليس لها صلة بنشوء الكوليستيرول أو الدهون الثلاثية، وأن الأخيرة لا صلة لها بانسداد أو تصلب الأوردة والشرايين إلى آخره. حتى انني قرأتُ شخصياً أن الرياضة ليست ضرورة من متطلبات انقاص الوزن، وهكذ (جاك الذيب جاك وليده) وهو قول شعبي عن احتمالات المخاوف. نقرأ كل يوم شيئاً جديداً عن جوهر أجسامنا وطبيعة التعامل مع العلاج. الذي كنا نعرفه عن هذا المرض أو ذاك تغيّر، وأصبح مسبب المرض أو العلة شيئاً آخر مختلفاً، ولا يصلح فيه هذا الدواء بل ذاك العلاج. وآخر ما أود التطرق إليه هو الإنترنيت وما يجلب من تناقضات دراسات الطب، فهناك مثلا CURE ON LINE أي العلاج بواسطة الانترنيت، وأيضا ثمة مواقع تبيع الدواء جزافاً حتى ولو كان محذوراً إلا بوصفة طبية (روشته) والأدوية التي تباع بواسطة الشبكة تباع لأي إنسان يطلبها حتى ولو كانت غير موصوفة، ونرى كتباً وأسفاراً عن الدواء العشبي غير الخاضع للرقابة، فالمرء في عصرنا هذا ضاع بين الموجود الذي يباع دون وصفة أو ما يُسمى بالإنجليزية «أوفر ذي كاونتر» OVER THE COUNTER وبين ما هو بوصفة «وفي دراسة حديثة» أخرى تعطي سرداً للأمراض التي يمكن لهذا الدواء أن يعالجها، والمحذورات، ثم الآثار الجانبية. وقد لاحظت - وربما لاحظتم - أن بعض الأطباء يستفيد من الآثار الجانبية، فيعطي شراباً عرف عنه، أو كتب عليه انه للسعال، وآثاره الجانبية النعاس، صار هذا الدواء يمنح لمن يشكو من الأرق، وهو أقل خطراً من الأدوية النفسية التي تسبب التعود، ولا ينام الإنسان بدونها مهما حاول. ويرى الأطباء البريطانيون وجوب البحث عن أسباب الأرق قبل استعمال حبوب النوم المسماة (سليبنج بيلز) Sleeping Pills.. احذروا شراء العقاقير بواسطة الانترنيت! لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net