التهاب الردب هو أكياس صغيرة في بطانة القولون، والقولون هو الجزء الأكبر من الأمعاء الغليظة. ان الأكياس الصغيرة تتقبب خارج القولون، هذه الأكياس المليئة بالبراز تسمى الردوب، كما يطلق على الحالة التي يحدث فيها اسم الردب. يكون الشخص الذي به هذه الحالة خالي الذهن تماماً من وجودها ولكن ما أن يظهر التهاب على هذه الردوب فيبدأ المرض المسمى بالالتهاب الردبي. وفي هذه الحالة يجب أن يستشار الطبيب إذ قد تعقب ذلك نتائج خطيرة. فقد ينجم عن ذلك انفجار في جدار القولون وقد يؤدي ذلك إلى التهاب الغشاء الذي يغلف محتويات البطن والالتهاب العام الذي يتسبب من الردب الذي أصابته العدوى وقد يأتي أيضاً نتيجة ذلك انسداد في الأمعاء. الأعراض: أعراض التهاب الردب حدوث أزمات عضلية وآلام شبيهة بالتقلصات من الجانب الأيسر الأسفل للبطن فإن ذلك يعني التهاب الزائدة الدودية. والتشخيص في هذه الحالة يمكن أن يكون عن طريق الفحص بالأشعة السينية، بعد أن تعمل للمريض حقنة شرجية من الباريوم. تبدو بعدها الردوب واضحة، وهناك حالات شديدة يكون القولون فيها قد انفجر اثر ذلك انسداد. لقد كان العلاج الغذائي عام 1972م لمرضى التهاب الردب يثير الكثير من الجدل. كان الأطباء يوصون المرضى بتناول طعام منخفض المحتوى من الألياف لعلاج المرضى وذلك لحوالي 50 سنة من قبل، وكان كثير من الأطباء ينصح المريض بهذا المرض لتجنب الفواكه والخضروات، ولكن كثيرا من الناس استمروا في اعتقادهم بفائدة الغذاء المحتوي على الياف كثيرة، وقد تبين فيما بعد أن الثقافات التي تتناول طعاماً مرتفع المحتوى من الألياف لا يعانون من التهاب الردب أو توجد فيه نسبة قليلة وبالتالي لا يوجد امساك أو يوجد نسبة بسيطة تعاني منه. في نفس الوقت في الغرب الصناعي بطعامه المصنع والغذاء منخفض المحتوى من الألياف ينتشر مرض التهاب الردب، كما أن الامساك منتشر أيضاً. ولقد نشر الباحث البريطاني نيل بينتر (دكتوراه في الطب، ويعمل في مستشفى مانورهاوس بلندن) بحثاً في Bnitish Medical Journul قال فيه إن أمراض الردب تحدث بسبب الغذاء منخفض المحتوى من الألياف. وقد أجريت هذه الدراسة على 70 مريضاً بالتهاب الردب تم وضعهم تحت نظام غذائي يتكون من خبز القمح الكامل وحبوب مرتفعة المحتوى من النخالة والكثير من الفواكه والخضروات هذا الغذاء أدى إلى شفاء أو على الأقل تحسن 89% من المشاركين في البحث. والآن يعرف الأطباء بالطبع أن الغذاء ذا الألياف هو وسيلة منع وعلاج هذا المرض. وعليه يجب على الناس تناول الكثير من الفواكه والخضروات والخبز والأعشاب لكي لا يعانوا من الإمساك أو يصابوا بالتهاب الردب. إن أجدادنا كانوا يأكلون كثيراً من الألياف وقد تعودت قولوناتهم على التعامل معها، وبدون الألياف الكافية نعرف أن أشياء غريبة سوف تبدأ في الحدوث في أمعائنا. حيث يتحرك الطعام ببطء في الأمعاء فيحدث الإمساك. وأحياناً تمتلئ الجيوب الموجودة في الأمعاء (الردب) بالقليل من الطعام المهضوم أو الحبوب أو البذور. إذا حدث الالتهاب في هذه الجيوب وانتفخت، فإنها تسبب الألم وبقية الأعراض الأخرى لالتهاب الردب. إن أكثر من نصف الأشخاص فوق سن الستين لديهم جيوب ولكنها غير ملتهبة وغير مؤلمة بينما أصيب ما يقدر ب 10 % بالتهاب الردب. ولكي تقلل من خطر الإصابة بالتهاب الردب هناك عاملان مهمان هما: الغذاء الغني بالألياف والنشاط الرياضي وذلك حسب رأي وليد الدوري (دكتوراه في الطب وأستاذ في قسم التغذية في مدرسة هارفرد للصحة العامة). ولكن بينما تتناول الكثير من الحبوب الكاملة والفواكه الطازجة والخضروات، يجب أن تلاحظ بعض العوامل الغذائية الأخرى أيضاً. يجب أن تتأكد من شرب الكثير من السوائل لكي يتحرك الطعام بشكل جيد خلال القناة الهضمية. وإذا كنت مصاباً بالتهاب الردب، يجب أن تتخلص من البذور الصغيرة غير القابلة للهضم مثل بذور السمسم وتوت العليق والفراولة والجوافة والعنب والتي يمكنها أن تسد الجيب الملتهب وتسبب لك المزيد من المتاعب. هل هناك أدوية عشبية لعلاج الردب الملتهب؟ نعم يوجد علاج لالتهاب الردب بالأعشاب وهي: الكتان Flax:والكتان معروف وقد كتبنا عنه عدة مرات والمعروف علمياً باسم Linum usitatissimum ويستعمل في علاج التهاب الردب حيث أثبتت لجنة الخبراء الألمان التي تقيم الأدوية العشبية لصالح الحكومة الألمانية، والتي تناظر إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA ان استخدام 1 إلى 3 ملاعق كبيرة من العشب المسحوق مرتين إلى ثلاث مرات يومياً مع الكثير من الماء يعالج من التهاب الردب. بذور قطونا Psyllium:والمعروف باسم لسان الحمل والمعروف علمياً باسم Plantago ovata. وبذور النبات المسحوقة ذات المحتوى المرتفع من الألياف هي المادة الفعالة في مستحضر ميتاميوسيل وغيره من الملينات التجارية التي تزيد من الكتلة الحجمية للبراز. عدة ملاعق كبيرة قليلة يومياً مع الكثر من الماء تمدك بالكمية الصحية من الألياف المانعة لالتهاب الردب. القمحwheat:تحتوي بذور القمح على عدة أملاح معدنية منها الكالسيوم والمغنسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكبريت والفلور والكلور والزنك والحديد والمنغنيز والنحاس والكوبلت واليود والسيليسيوم. كما يحتوي على النشا والسكر. كما يحتوي على النشا والسكر والسليليوز الدسم الفوسفوري وفيتامينات أ، ب1، ب2، ب3، و، ه، ك، د، ب ب (PP) وخمائر ذوابة وجلوكوزيدات منها الروتين والهيبرين والكريستين والكرسيزين. يقول الطبيب الفرنسي المعاصر الدكتور فالنيه: ان القمحة هي ما يصح أن نسميها " البيضة النباتية "لأنها تحتوي أكثر العناصر الفعالة الضرورية للغذاء. ويقول الدكتور بينتر الذي أثبتت دراسته أن الشفاء من التهاب الردب يحدث عند تناول الغذاء الغني بالالياف، ذكر أن ردة القمح تحتوي على 5 أضعاف الألياف الموجودة في خبز القمح الكامل بما يجعلها أليافاً محبة للالياف وهذا ليس رأيه وحده في ردة القمح. والردة هي الأرخص ثمناً والأكثر أمنا والأكثر فعالية طبيعية في طرق منع وعلاج الإمساك، هذا ما ذكره استشاري الجهاز الهضمي جراينت سامبسون (دكتوراه في الطب والأستاذ في جامعة أوتاوا بكندا). الغبيراء Slippery elm:وهو نبات عشبي يعرف علمياً باسم Almus rubra والجزء المستخدم منه الجذور. وقد اقترح الدكتور ديل استخدام مسحوق جذر هذا النبات لعلاج التهاب الردب وهذا النبات له تأثيرات ملينة على الجهاز الهضمي ويساعد في الإخراج. وقد صرحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA باستخدام هذا النبات كملطف فعال للجهاز الهضمي ويمكن استخدامه كما يستخدم الشوفان. البطاطا البرية: Wild yam:وهو نبات عشبي يعرف علميا باسم Diuscahea villosa وهو يختلف عن البطاطا العادية فهو ليس ببطاطا وهو عشب والمستخدم منه جميع أجزاء العشب. وقد ذكرت خبيرة الأعشاب المشهورة الأميركية كاثي كيفل مؤلفة كتاب The illustrated Henb Encyclopedia وكتاب Herbs for Health and Healing ان هذا النبات يساعد في تخفيف الألم والالتهابات في حالات التهاب الردب. البرقوق Prune:والبرقوق شجرة يصل ارتفاعها إلى 4 أمتار تسقط أوراقها في الخريف بها أزهار وردية كثة تتوزع في جميع أجزاء النبات. يعرف النبات علمياً باسم Pnunus dulcis والجزء المستخدم منه الثمار الطازجة أو المجففة، تعتبر ثمار البرقوق من الأدوية الفلوكورية لعلاج الإمساك عند المسنين. يستعمل أيضاً على نطاق واسع في علاج التهاب الردب، وعلى المصابين بهذا المرض تناول الكثير من ثمار البرقوق الطازجة أو الجافة. البابونج Chamomile: وهو نبات عشبي بري حولي كثير الأزهار ويوجد في أنواع عدة إلا أن النوع المستعمل هو النوع المعروف علمياً باسم Matricaica necuria. الجزء المستخدم من النبات الأزهار. يحتوي على زيت طيار وأهم مركباته كمازولين. يستخدم البابونج لعلاج حالات عسر الهضم ومضاد للتشنج وخاصة تشنج الأمعاء. ويقترح خبير الأعشاب البريطاني ديفيد هوفمان مؤلف كتاب The Herbal Handbook تناول رشفات من شاي البابونج يومياً لأن هذا العشب متخصص في علاج التهاب الردب بسبب تأثيره المضاد للالتهاب الذي يلطف الجهاز الهضمي بالكامل. كما يقترح عمل مشروب مكون من ملعقتين صغيرتين من البابونج المجفف لكل كوب ماء مغلي ويترك لينقع مدة ما بين 10 إلى 15 دقيقة ثم يصفى ويشرب.