وكيل وزارة الزراعة وعد مزارعي القصيم حين اشتكوا إليه من سوسة النخيل الحمراء بمضاعفة جهود الوزارة لمكافحة هذه الآفة، قطع لهم وعدا بوصول آلة الفرم إليهم على نحو عاجل، وقال لهم إنها «من البحر سوف تتجه إليكم مباشرة»، ولأن البحر بعيد عن القصيم لم تصلهم الفرامة حتى الآن، والسوسة الحمراء وجدت لديها متسعا من الوقت كي تضرب مزيدا من المزارع وتهدد أكبر ثروة وطنية في القصيم تباهي بها المناطق وتقيم لها المهرجانات كل عام. سوسة النخيل الحمراء، والتي أصبحت ضيفا دائما وزائرا مقيما في مزارع النخيل، كانت قد داهمت من قبل نخيل سبع مناطق في المملكة قبل أن تبدأ في منطقة القصيم، وحين أعدت لها وزارة الزراعة العدة ووضعت الخطط التي رأت أنها كفيلة بالقضاء عليها لم تكن القصيم مدرجة في تلك الخطة، فالسوسة لم تستفحل فيها بعد، وعلى مزارعي القصيم أن ينتظروا، فخطط وزارة الزراعة علاجية وليست وقائية، وليس من أخلاقيات الحرب بين الوزارة والسوسة أن تبادر الوزارة بضرب السوسة وهي لا تزال ضعيفة، ومن الأفضل تركها تنتشر وتقوى ومن ثم تشن عليها الوزارة حربا شعواء تبيدها وتكون درسا وعبرة لبقية السوس، فلا يفكر قط في الاقتراب من النخيل مرة أخرى، كما أن لدى الوزارة من الحكمة التي رأت من خلالها أن تتريث فلا تفتح على نفسها جبهة ثامنة في الحرب على السوس، وهي منشغلة بالحرب على جبهات سبع تناضل من خلالها ضد السوس الذي انتشر في مزارع سبع مناطق. ما يحدث في القصيم من فتك السوسة الحمراء بمزارع النخيل امتداد لما حدث في مناطق أخرى، وتحرك الوزارة المتأخر واعتمادها على طرق بدائية في مكافحة السوسة أمر مؤسف؛ لما فيه من تهديد لثروة وطنية إن فرطنا فيها لم يبق في بلادنا من الزرع ما يمكن أن نباهي به بلدانا وهبها الله من الخيرات فعرفت كيف تصونها من الأذى وتحميها من الآفات. وقد كان الأجدر بالوزارة، وقد وضعت خطة وطنية لمحاربة السوسة الحمراء، أن تولي هذه الحرب جدية لا تتوقف عند الوعد بآلية قادمة من البحر، ذلك أن الستة الأشهر التي مرت منذ ذلك الوعد كفيلة بوصول تلك الآلية حتى لو جاءت سباحة من شواطئ أمريكا وزحفا على الرمال التي تفصل بين القصيم والبحر. Suraihi@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة