×
محافظة المدينة المنورة

"مدني المدينة": استحداث فرق للرصد الكيميائي و١١ وحدة إطفاء وإنقاذ بالحج

صورة الخبر

شيماء المرزوقي البعض من الناس، وممن نلتقيهم، تستغرب جداً عندما تعرف عمرهم، ومثار الاستغراب أنهم في مرحلة عمرية كبيرة، مثل أن يكون مقبلاً على الخمسين أو تجاوز الستين، ورغم هذا فإنك لو سألت كم عمره، لن تعطيه أكثر من الخامسة والأربعين. في هذا الزمن باتت مثل هذه الملاحظة تعطى لمن هم أقل عمراً، بمعنى تجد فتاة في العشرين من عمرها، لو طلب منك تقدير ميلادها، فإنك ستتوجه نحو الثلاثين أو نهاية الثلاثينات، وأخريات في بداية الثلاثين أو نهاية العشرينات من العمر، ولكن عند رؤيتهن لن يقل تقديرك أن أعمارهن في منتصف الأربعينات. هذا واقع، حتى إن البعض يصف من يظهر شكله صغيراً وعمره كبيراً، ويقال عنه بأن عمره في بطنه، ويقصد، أنه يخفي عمره، أو لا يظهر عمره الحقيقي. هؤلاء تساعدهم بشرتهم ونضارة وجوههم، ولكن كيف يكتسبون هذه الميزة؟ أو بمعنى أدق كيف يمكن للبعض أن يظهر عمره أقل عما هو عليه في الواقع؟ شخصياً لا أتوقع أن هناك مستحضراً أو كريماً ينجح مع أناس ولا ينجح مع آخرين، مهما بلغ ثمن هذه المستحضر، لأن هناك من يملك المال ورغم هذا يظهر في حالة جسدية أكبر مما هو عليه عمره الحقيقي، فلماذا لا يستخدم هذا المستحضر أو الكريم؟ الأمر ببساطة ومن خلال وجهة نظر شخصية أرجعه للراحة النفسية، للابتسامة، لعدم التوتر، والابتعاد عن الغضب، ومشاعر طيبة، أو كما يقال فهؤلاء مرتاحو البال، أو كما قال شكسبير: قلب لا يبالي يعيش طويلاً. لكن توجد مقولة لها معنى آخر وعمق آخر، ولعلها تصف وبدقة أكبر الذي أشير له، ورغم هذا هي تلتقي مع كلمة شكسبير، المقولة لأبرز مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية، بنيامين فرانكلين، الذي عرف عنه أيضاً بأنه مؤلف وعالم ومخترع ورجل دولة، حيث قال: يهرم الإنسان حين يتوقف عن التطور والتقدم. وفي الحقيقة التوجه نحو التطوير المستمر والتقدم، يشغل الإنسان بقضية سامية ونبيلة وجميلة، إذا ابتعد عن المخاوف والتوترات والأحقاد والحسد والكراهية ونحوها، فالإنسان الذي يشعر بوجوده وأن له هدفاً، وأنه مفيد، ويقدم خدمات جليلة لمجتمعه، مع راحة وحبور وسعادة، وهو يؤدي عملاً يحبه ويشاهد نتائج هذا العمل، فإنه ودون شك ستنعكس مثل هذه المشاعر على الجسد، لكن المشكلة دوماً أننا قد ننشغل بأمور مفيدة ورائعة وخلاقة، ولكننا نتوجه نحوها بحماس وضيق وغضب وتوتر بالغ، هنا نكون فعلاً قد جعلنا قلوبنا مشغولة وخائفة.. توجه نحو التطوير والعمل المفيد، ولكن بقلب مرتاح ولا يبالي بمن ينغص عليه حياته... Shaima.author@hotmail.com Www.shaimaalmarzooqi.com