سيطر عدد كبير من العمالة الوافدة وخاصة من الجاليات الأفريقية على أحواش الأحياء السكنية في العاصمة المقدسة، وحولوها إلى بسطات وأسواق لبيع المواد الغذائية منتهية الصلاحية والمسترجعات والاستوكات، لدرجة أنهم لا يسمحون بدخول المواطنين والمقيمين إلى هذه المناطق أو مجرد الاقتراب منها. وتحكم هذه العمالة قبضتها على المداخل والمخارج أمام المواطنين ويهربون في كل حدب وصوب بمجرد ظهور قوات الأمن، بحيث يصعب ضبطهم أو القبض عليهم، فيما رصدت جولة «عكاظ» أثناء تنكرها بالزي الأفريقي عددا كبيرا من المخالفات، إذ حولت هذه الجالية المواقع والأحواش التي تعدوا عليها ونزعوا ملكيتها إلى أسواق وبسطات لعرض كافة المواد الغذائية ومخلفات البناء والأجهزة الكهربائية والملابس والمستلزمات الأخرى التي يتداولها الجميع حيث تغيب عن هذه المواقع البلديات لمصادرة المواد الغذائية المجهولة المصدر والمنتهية الصلاحية والتي تباع دون وجود رقابة على هذه المواقع. وكشفت الجولة بجلاء سيطرة بعض العمالة الوافدة على السوق حيث يقومون بجمع هذه المخلفات خاصة مواد البناء من الحديد والأخشاب تمهيدا لبيعها على بعض السماسرة الذين يقومون بشرائها بمبالغ زهيدة ونقلها إلى مواقع خارج مكة المكرمة، فيما يقوم البعض بتخزينها في مستودعات تمهيدا لبيعها بمبالغ كبيرة يتقاسمها السماسرة والوافدة من أبناء جلدتهم فيما بينهم، ناهيك عن وجود مأكولات شعبية يتم عرضها على المتسوقين في هذه الأحواش التي لا زالت تشكل بؤرة مخالفات في أحياء مكة المكرمة دون تدخل الجهات ذات الاختصاص في تحسينها حتى لا تشكل نقطة سوداء في خطط التنمية التي تسعى حكومتنا الرشيدة من خلالها إلى تطوير مكة المكرمة، جاهدة للقضاء على العشوائيات والمخالفات التي تحدث فيها. أما المواطن محمد حكمي فيقول: إن الكثير من العمالة تمارس البيع والشراء وجمع المخلفات ما تسبب في حدوث عشوائيات جديدة ومواقع لتجمعات وافدة الكثير منها مخالفة تشكل خطرا على السكان، مطالبا الحد من هذه الأسواق ومراقبتها وإغلاق المخالف منها حتى لا تبيع العمالة الوافدة المواد المنتهية الصلاحية والتي تشكل خطرا على حياة المواطنين، حيث يشتريها بعض المواطنين وينقلها إلى مواقع أخرى وأحياء سكنية مختلفة ما يساهم بنشر في المرض بين الأهالي والسكان. يشاطره الرأي المواطن سعيد الأحمدي، مشيرا إلى أن العديد من المواقع التي يتم إزالتها لتوسعة الطرقات أو إزالة العشوائيات تحولها العمالة الوافدة فورا إلى أسواق حتى وإن تمت إزالتها فيقومون بتحديد أسواق لهم ولعل حوش شارع بكر من أبرز المواقع التي تكتظ بالعمالة الوافدة والمخالفة للنظام من الجنسيات الأفريقية وكذلك سوق النكاسة الذي يشهد بيع مستمر لمواد غذائية وخضروات وأدوات كهربائية وملابس، وهذا الوضع انتشر في الأحياء السكنية الشعبية بالرغم من الإزالة التي نفذتها الجهات ذات الاختصاص، إلا أن العمالة تعود بين الحين والآخر لممارسة نشاطها في تلك المواقع التي تتعمد أن تكون بعيدا عن أعين الرقابة. من جهته كشف مصدر في أمانة العاصمة المقدسة قيام فرق الأمانة بجولات مكثفة على هذه المواقع حيث يتم من خلالها مصادرة كميات كبيرة من المواد الغذائية والتي لوحظ انتهاء صلاحيتها، بالإضافة إلى العديد من الأدوات والملابس بهدف منع انتشارها بين الأحياء.