×
محافظة القصيم

تدشين معرض «بيدي كفايتي» في الرس

صورة الخبر

بعد صدور حكم محكمة التمييز بسجن النائب السابق مسلم البراك سنتين مع الشغل والنفاذ، اسدل الستار على صفحة من صفحات انهيار المعارضة الكويتية وتشرذمها، فالنائب مسلم البراك يعتبر رأس الحربة للمعارضة والناطق الرسمي باسمها. لقد مرت المعارضة بمراحل مهمة في مسيرتها واستطاعت في فترة سابقة توحيد صفوف الشعب الكويتي على بعض المطالب العادلة، لاسيما ابان فترة تولي الشيخ ناصر المحمد لرئاسة مجلس الوزراء، وبعض السياسات الفاشلة التي سارت عليها الحكومة لاسيما في ما يتعلق بسياسة الانفاق والميزانيات التي تضخمت بشكل غير مسبوق مهددة بجر البلد الى الافلاس، ولقد كان لتفشي الحديث عن الايداعات المليونية لبعض اعضاء مجلس الامة والتحويلات الخارجية والحديث عن فشل خطة التنمية وتعويضات شركة «الداو» المليارية وغيرها ما فجر موجة الغضب والرغبة في التصحيح! ثم جاء مجلس 2012 المبطل الاول بغالبية ذات توجهات اصلاحية واضحة بلغ عددها 36 عضوا، وهو ما يعني قدرتهم على اقرار ما يريدونه من قوانين في المجلس، ولكن ذلك التغيير قد كان موضع غضب ورفض لدى متخذي القرار، فقرروا ان يجهضوا المجلس منذ اليوم الاول، وساعدهم على ذلك بعض تصرفات المجلس المتعجلة في سن قوانين لا تتناسب مع الواقع او الظروف وبعض تصرفات الاعضاء وتهديداتهم للآخرين! بالطبع فإن الصراع الذي دار حول تعديل قانون الانتخاب ليصبح للناخب حق اختيار مرشح واحد بدل اربعة مرشحين كان هو مجال الصراع بين الحكومة والقيادات السياسية، والذي ادى الى مقاطعة غالبية التيارات السياسية والقبلية لانتخابات المجلس عام 2012 وحينها كسبت المعارضة السياسية ارضا قوية للتنازع مع السلطة، ولكن بعد صدور حكم المحكمة الدستورية بإقرار الصوت الواحد، وبعد «تحمير» السلطة العين في مواجهة المعترضين، عاد الكثير منهم في الانتخابات اللاحقة وقرروا انهاء مقاطعتهم للمجلس. لابد لنا من ملاحظة أمور عدة في مسيرة المعارضة أهمها: أولا: لقد رفعت المعارضة مطالبها خلال تلك المسيرة ورفعت شعارات كبيرة لم يكن لها امكانية للتطبيق على ارض الواقع، مثل المطالبة بتعديل الدستور وتعديل كثير من مواده، والمطالبة بالامارة الدستورية وغيرها مما لا يتم إلا تحت سقف مجلس الامة وبتوافق السلطتين. ثانيا: الاعتماد على تجمعات ساحة الارادة والمسيرات ولقاءات دعائية، في الدواوين لفرض تلك المطالب، بينما لم نجد هنالك نقاشات جادة ومؤلفات رصينة في محاولة اقناع بقية افراد الشعب بتلك المطالب. ثالثا: العنف في تسويق مطالب المعارضة والسعي لتخوين الاخرين ممن لا يتفقون مع رأي المعارضة، ورفع نبرة النقد والتحريض ضد الآخرين، مما اوقع مسلم البراك وغيره في منزلق الخطابات التي تجرمها القوانين وتعاقب قائلها. ولاشك ان ارهاصات الربيع العربي قد كان لها تأثير قوي على المعارضة التي اعتقدت بأنها تستطيع محاكاة خطابات الآخرين في نقد الواقع لاجراء التغيير المطلوب! والحمدلله ان لم يكن لدينا «بو عزيزي» الذي يحرق نفسه احتجاجا. رابعا: دخول بعض المنتفعين واصحاب المصالح على خط المعارضة وركوبهم لموجتها وتأسيس قنوات وصحف تتبنى اراء المعارضة من اجل ضرب اطراف في السلطة وتحقيق مآربهم، وهو ما ادى الى خلط الاوراق وتنامي سخط السلطة التي تعاملت بعنف مع المعارضين ومنهم المغردون والسائرون في مسيرات سلمية. خامسا: لقد كان واضحا بأن المعارضة تجمعها شعارات كبيرة، لكنها مختلفة في جميع ما وراء ذلك، لذا فقد تضاربت اراؤها وتشتت، ثم تخاصمت وتفرقت! وللحديث بقية بإذن الله،،، د. وائل الحساوي