أكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، أن الانتصارات المتحقّقة ضد تنظيم «داعش»، تخلق جواً مناسباً للمصالحة الوطنية، فيما قال رئيس الوزراء حيدر العبادي، إن نهاية هذا التنظيم أصبحت قريبة في العراق، وحضّ رئيس البرلمان سليم الجبوري، جميع العراقيين على التعاطي بإيجابية مع موضوع إسناد القوات الأمنية العراقية. وقال معصوم، في كلمة لمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال آية الله محمد باقر الحكيم، مؤسس حزب «المجلس الأعلى الإسلامي» العراقي، إن «ما يشهده العراق اليوم من نزوح لأكثر من مليوني مواطن، آخرها نزوح أهالي الأنبار، واستقبال إخوانهم من باقي المدن والمحافظات لهم برحابة صدر وقلب مفتوح واقتسموا معهم لقمة العيش، يعطينا درساً مهماً يجب أن نعمل به». وأكد أن «هذا الدرس العظيم إن أحسنا التعامل معه بإيجابية وتأخذه الكتل السياسية لترجمة هذا التلاحم، للعمل بروح نضالية متآخية، لإنجاز عدد من الخطوات والإجراءات، تجعل المصالحة حقيقة ملموسة على الأرض». ولفت إلى أن «انتصارات قواتنا بمختلف تشكيلاتها ومعها الشعب، تتطلب موقفاً موحداً لتعزيزها بالاعتماد على أنفسنا وعلى دول الإقليم والأشقاء، فالانتصارات تخلق جواً مناسباً لإنجاز المصالحة الوطنية على أسس إنصاف المظلومين والحريات، ومنع الديكتاتورية والانفراد بالحكم». وأشار رئيس الحكومة حيدر العبادي في كلمته، إلى أن «إخراج داعش من العراق بات قريباً، خصوصاً بعد انهيار تلك العصابات في تكريت ونقصان عددهم. وعلينا أن لا نُعينهم بخلافاتنا وبصبّ الزيت على النار، ونسعى بكل جهد إلى توفير الرواتب للمقاتلين ومتطلبات المعركة، إضافة إلى توفير الخدمات للوسط والجنوب، وإعادة إعمار المناطق المحررة من دنس داعش». وأضاف: «ما أحوجنا اليوم إلى الوحدة خصوصاً ونحن نعيش في ظل حكومة الشراكة الوطنية، ولا مجال للتهميش ولا يوجد مهمّش في هذا الوطن، والعلاقة بين الحكومة ومجلس النواب ترسمها ملامح التعاون على البر والتقوى، وهذه الشراكة، وكما لها حقوق فعليها واجبات، ومسؤولية النهوض بالعراق مسؤولية الجميع». وتابع: «ليس من الصحيح أن نكون شركاء ولكل منا همّه الخاص ومصلحته الحزبيه والفئوية، وعلينا أن نجتمع على همّ الناس والوطن». وأضاف العبادي: «عندما نذهب إلى جبهات القتال، يستصغر الرجل نفسه أمام المقاتلين الذين يواصلون الليل بالنهار للدفاع عن الوطن، فعلينا أن نهب هبة رجل واحد للدفاع عن العراق، ونشارك هؤلاء المجاهدين المسؤولية، وعلينا تجاوز الأزمة بأقل الخسائر». وخاطب العبادي أهالي الأنبار قائلاً: «لا نخشى داعش ولا تستمعوا إلى الأصوات النشاز، وسندعمكم لمحاربة تلك العصابات». وكشف أن «هناك جهات سياسية تدعو إلى أن يكون هناك سلاحٌ خارج إطار الدولة، ولكن نحن نحرص على أن يكون ضمن إدارة محددة»، مؤكداً أن «اليوم، الأجهزة الأمنية من الدفاع والداخلية والحشد الشعبي، كلها ضمن إطار الدولة الرسمي». وأشاد رئيس البرلمان سليم الجبوري في كلمته، بـ «رجال قواتنا الأمنية من أبناء الجيش والداخلية والحشد الشعبي وأبناء العشائر والبيشمركة، الذين اتخذوا موقفاً تاريخياً لا يمكن إغفاله ونسيانه أو تهميشه». وأضاف: «كان لأبنائنا من أهالي الجنوب الموقف البطولي المتميز في تقديم التضحيات لتحرير الأرض في صلاح الدين وديالى ومواجهة غربان داعش، وهذه شجاعة تستحق التكريم والاعتزاز». وأكد أن «الوقت حان لأن يندمج العراق في محيطه العربي، ويواجه التحديات بالقدرات المشتركة». وعن الانتقادات التي واجهت اشتراط السلطات الأمنية الكفيل لدخول نازحي الأنبار إلى بغداد، قال الجبوري: «إننا ندرك جميعاً أن طرحها ابتداءً هو للحرص على أمن العاصمة، ولم يكن هناك أي قصد متبنى للإساءة». وطالب قوات الأمن «بدراسة وانتهاج تجربة إقليم كردستان في إيواء النازحين وتنظيم شؤونهم كخطة عمل واقعية».