يحاول النظام الإيراني وميليشياته في العالم العربي تصوير ايران بأنها متماسكة من الداخل ولا خوف عليها من ثورة شعبية كتلك التي أطاحت بالشاه وببعض الدول العربية خلال الأعوام الماضية، بل ويحاول البعض إظهارها بالدولة النموذج التي على دول المنطقة الاحتذاء بتجربتها، وما يؤكد ذلك وجود أكثر من 20 مليون مواطن إيراني تحت خط الفقر، بل وبعض المصادر غير الرسمية تشير إلى أن أكثر من نصف الشعب تحت خط الفقر. إيران وعلى لسان وزير خارجيتها بحسب مقاله المنشور الأسبوع الماضي في صحيفة النيويورك تايمز حاول أن يوضح للعالم قلق بلاده من الاضطرابات المتصاعدة في الخليج، وأعتقد أنه كان يقصد بلاده ولكنه خجل أن يقول ذلك صراحة لا سيما وأن نسبة المهاجرين الإيرانيين غير الشرعيين الأعلى في بعض الدول كما هو الحال في أستراليا، والأدهى والأمر أن ترفض إيران استقبال مواطنيها مجددا. قصة الإيرانيين مع الهجرة ليست جديدة فقد كانت منذ عهد الشاه، ولكن ارتفعت معدلاتها منذ العام 1981 بشكل أكبر ليصل عدد المهاجرين الإيرانيين إلى أكثر من مليون مهاجر إيراني في الولايات المتحدة وأكثر من أربع مئة ألف في كندا ونصف مليون في تركيا، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف سيحافظ النظام على استقراره؟ ليس أمام النظام الإيراني سوى كسب رضى الحرس الثوري لحمايته من ثورة داخلية لذلك لم يعد مستغرباً أن يمتلك الحرس الثوري أكثر من 100 شركة وتقديم النظام له أكثر من 750 عقد مشاريع بنية تحتية متنوعة بحسب ما نشرت اللوس أنجلوس تايمز في العام 2007 وهو ما يطرح تساؤلا حول صفة الحرس الثوري في إيران! ايران اليوم تحتل المركز الأول عالميا من حيث هجرة النخب إذ تشير الإحصاءات الدولية إلى أن ما بين 150 إلى 180 ألف متعلم إيراني يغادرون البلاد سنويا، ومع ذلك يتبجح بعض المسؤولين الإيرانيين قبل عاصفة الحزم بأنهم يسيطرون على أربع عواصم عربية، والأولى أن يخجلوا من واقع شعبهم في الداخل فهم أولى من دعم الميليشيات، فأحلام إمبراطوريتهم سيكون لها آثارها الوخيمة على الحاضر والمستقبل.