بين فينة وأخرى نطالع قراءات وتكهنات بإعادة صياغة الشرق الأوسط وبشرق جديد، حتى أن البلى قد طال هذا الشرق من كثرة التجدد الذي لم نشاهده، وطوال تلك الحقب والشرق مازال شرقا والوسط مازال بلا وسط والتكرار لم يعلم الشطار بقدر ما دفع إلى البلادة والجمود. يخرج المحللون كاشفين عن خديعة غربية كبرى تحاك ضد هذا الشرق المغلوب على أمره وهو قابع مستسلم دونما حراك، وكأنه ألعوبة تلهو بها الدول وقتما تشاء وحيث تشاء وأنى تشاء، وكل مصائب هذا الشرق من غيره أما هو فبريء براءة الذئب من دم يوسف!. الشرق الأوسط تاريخ مدعوم بجغرافيا متنوعة تجعل الهيمنة عليه مستحيلة مالم تكن من داخله، لديه قوى متنوعة تسقط كل المخططات التي تستهدفه، لكن خطره المحدق أيضا من قوى تستغل وموارد تستنزف، وثروات تبدد وتاريخ يشوه، وجغرافيا تسرق، وقبل أن يسأل سائل: لم أتجه للفعل المبني للمجهول؟ أقول: هذا هوا لواقع وأما السبب فمجهول مجهول مجهول!!