"عقبة الخريطة" التي تفصل بين تبوك وضباء أصبحت اليوم بوابة اتصال بين المدينتين بعد أن كانت صماء لا قدرة للأهالي على قطعها باتجاه الجهة الأخرى إلا بالطرق البدائية على الدواب أو عبر المغامرة ومحاولة شقها بالسيارات. وطوت وزارة النقل الشهر الماضي هذه الصفحة بافتتاح طريق بمسارين يشق هذه العقبة ويغلق صفحة الحوادث المؤلمة، لتصبح قصة صعوبة قطع "عقبة الخريطة" من حكايات مجالس السمر عن حوادثها المفجعة والمغامرين الذين قطعوها. وتحولت "الخريطة" اليوم إلى شريان للحياة بين تبوك ومحافظاتها الساحلية، ووسيلة للتواصل بين مدينة تبوك ومحافظة ضباء ذات الحركة الاقتصادية النشطة حيث إن هذه المحافظة تحتضن ميناء ضباء والذي أصبح من الموانئ الرئيسة في المملكة وتفد إليه البضائع وعبارات الركاب من مختلف دول العالم. وبافتتاح هذا الطريق يطوي الأهالي صفحة قصص المغامرين الذين سلكوها ولم يعودوا، والضحايا الذين ذهبوا ضحية الحوادث المؤلمة. وكان الأهالي مع بداية ظهور السيارات قد حاولوا فتح طريق بدائي للسيارات تسلك معه العقبة بصعوبة في تحدٍ للخطر الكبير الذي يحيط هذه المغامرة. وكان الركاب ينزلون ليتمكن السائق من صعود العقبة وحده، في رحلة الموت فيها أقرب من الحياة، كما كان السائق جاهز للنزول من السيارة في حالة عجزها عن صعود العقبة ليتركها تتحول إلى قطع متناثرة في الوادي السحيق، واستمرت هذه المعاناة لسنوات حيث طالب كثير من المواطنين بإقفال الطريق لوقف الحوادث المؤلمة، ثم استجابت "وزارة المواصلات" في ذلك الوقت بفتح طريق ليس أحسن حالاً من اجتهادات المواطنين، ثم قامت قبل أكثر من ثلاثين عاماً وزارة النقل بتعبيد الطريق، ثم جاء الطريق الجديد بمسارين ليربط تبوك بالمحافظات الساحلية ويؤدي إلى المزيد من التنمية ويتعرف المواطنون على الأودية ذات العيون دائمة الجريان شرق مدينة ضباء.