هدأت العاصفة بعد أن حملت رياحها جميع الرسائل التي أرادت السعودية إرسالها: ١) السعودية عازمة وقادرة على التحرك ضد أي خطر يهدد سيادة أراضيها وسلامة مواطنيها. ٢) اليمن لن يكون خنجرا في الخاصرة. ٣) اليمن لن يكون قاعدة إيرانية. ٤) السعودية قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها. أما على الأرض فقد نجحت العاصفة في اقتلاع خيام الحوثي وبعثرة أمتعته وتشتيت قطعانه، فالضربات الجوية قضت على مخازن أسلحته وذخيرته وصواريخه، وحدت من قدراته العسكرية وأربكت حسابات المتحالفين معه في الداخل والخارج! لم يكن هدف عاصفة الحزم القضاء على أحد، بل تعزيز الشرعية ومنع الانقلاب من تكريس الأمر الواقع بالقوة واستعادة الزمام السياسي في أي طاولة حوار داخلي على أرض أكثر صلابة وتوازنا لكل أطياف ومكونات السياسة اليمنية، بعد أن أرادها الحوثي طاولة يديرها وهو يضع أصبعه على الزناد! ولم يكن مجلس الأمن ليصدر قراره بالصيغة الحازمة التي تنتصر للشرعية وتمنع تسليح الحوثي وتجرده من كل ما حققه انقلابه لولا حزم العاصفة، وما حققته من تغيير في المعادلة اليمنية بعد أن كاد العالم يستسلم للواقع الذي خلقه الانقلابيون بقوة السلاح! لقد توقفت عاصفة الحزم لتمنح الفرصة لإعادة الأمل، ومنح المبادرات السياسية فرصة فرض الحل السلمي بعد أن أعيد تعريف الأحجام والأوزان!.