×
محافظة المنطقة الشرقية

الدوري السعودي للمحترفين: هجر يلاقي الشعلة.. ونجران يلاقي الخليج

صورة الخبر

حمل الناقد محمد العباس وسائط التواصل الاجتماعي مسؤولية ضعف القراءة في العالم العربي، وتناول في ورقته التي قدمها في جلسة (القراءة النوعية والتأصيل المعرفي) في مهرجان القراءة في دولة الكويت مستويات ومفاهيم القراءة من خلال الفلاسفة والمنظرين، ودعا إلى عدم الخلط بين مفهومي (الثقافة) و(التقنية)، ورأى أن الشباب في معظمهم يعتمدون الآن على الإنترنت وشبكات التواصل في القراءة والمعرفة ورغم قناعته بأهمية هذا التوسع لكنه يرى أن القراءة الجادة في الكتاب أثرى، كون النص لا يوجد إلا في الكتاب ووضع القارئ أمام تحد على توليد الثقافة في ظل إشكالية ضعف القراءة والانشغال بالوسائط الحديثة، وأوضح أن ثمة علامات كثيرة تتعلق بالموجة الشبابية الجديدة تتعلق بفحوى المقروء ودورات القراءة السريعة والميل إلى التخاطب باللغة الإنجليزية، وعد اكتساب لغة جديدة خروجا من سجن اللغة الواحدة لكن بشرط ألا يسجن القارئ نفسه فيه وينفصل عن لغته الأم، وعزا العباس التغيرات الحاصلة في الثقافة الآن إلى انهيار ما يسميه (الثقافة الرفيعة)، ثقافة الصالونات والأوبرا التي كانت حكرا على شريحة محدودة من صفوة المجتمع بينما نعيش الآن عصر الثقافة الشعبية وربما السوقية أحيانا، إذ أصبح من حق كل إنسان أن ينتج ويستهلك الثقافة، واستعاد العباس ما قاله (رولان بارت) أنه لا توجد كتابة بريئة، مشيرا إلى أنه أيضا لا توجد قراءة بريئة ولا يجب أن تكون القراءة مسطحة بل قائمة على التفاعل واستكشاف طبقات النص، وعدد أنواع القراءة ومنها القراءة (السيكو ـ بصرية) وهي قراءة سطحية و(السيكو ـ لساني) التي تتطلب قدرات ذهنية وتأملية وتؤدي إلى إنتاج معرفة، وأكد العباس أن مفهوم الثقافة لا يقتصر على الإنتاج الفكري والأدبي والفني فقط بل يتشعب داخل الحياة بكل معطياتها الروحية والفكرية والاجتماعية، مشددا على أهمية القيم العاطفية والوعي في التحصيل والتأصيل الثقافي. فيما أكد الداعية الدكتور محمد العوضي أن الشباب المتطلع المثقف هو أهم روافد البنية التحتية في المجتمع وتطرق إلى ظاهرة إقبال الشباب على القراءة ورأى أنها ظاهرة إيجابية لكنها قد توقع في العديد من الأوهام، مثل وهم القراءة السريعة التي لا تتيح لهم التأصيل الكافي، وأطلق على مثل هذه الظواهر (مزلات القراءة). مشيرا إلى أنه كلما تكثر القراءة قد تكثر الأخطاء ومنها وهم الانتشاء المعرفي والصوابية اللازمة وتكلف مخالفة الآخرين ووهم القراءة المبعثرة والمشتتة. وأضاف العوضي: إذا كان العلماء بذلوا جهدا كبيرا في التأصيل لكل علم من العلوم فلا أقل من أن يبذل القارئ جهدا في تلقيه لهذا العلم وأن يقف على أرضية صلبة، ودار في نهاية الأمسية نقاش تضمن سجالا بين وجهتي النظر، إذ اتهم بعض الحضور العوضي بأنه يقع فيما ينتقد فيه الآخرون، فيما اعترض محمد العباس على قراءة العوضي، مشبها الفلاسفة، خصوصا من التفكيكيين، بالبدوي المرتحل الذي يبني فكرته ثم يهدمها.