أظهرت دراسة نشرتها مجلة «ذي لانسيت» الطبية أمس أن العلاجات المرتكزة على «التأمل العميق» قد تشكل بديلاً عن العلاجات التقليدية المضادة لانتكاسات الاكتئاب. ويقدر المتخصصون أن ما لا يقل عن نصف الذين سبق أن أصيبوا باكتئاب، يصابون بانتكاسة مرة على الأقل في حياتهم إذا لم يتابعوا علاجاً وقائياً، وتزداد نسبة الخطر في العامين اللذين يليان الإصابة بالاكتئاب للمرة الأولى، ولدى الأشخاص الذين أصيبوا مرات عدة بهذا الاضطراب النفسي. والعلاج الوقائي السائد لمنع الوقوع مجدداً في هذه الحالة، يتضمن تناول عقاقير مضادة للاكتئاب. لكن تقنية للتأمل العميق تعرف بـ «مايندفولنيس بايسد كوغنيتيف ثيرابي» تقضي بتركيز الأفكار والمشاعر على الحاضر، تبدو فعالة في الوقاية من انتكاسات الاكتئاب. وكانت اختبارات عيادية قد أظهرت أن هذه التقنية «تقلص في شكل كبير» خطر انتكاسة الاكتئاب، لكن لم تقارن من قبل فعالية هذه التقنية بالتقنيات التقليدية. أما في هذه الدراسة الحديثة، فتبين لمجموعة من الباحثين البريطانيين أن هذه التقنية تشكل «بديلاً للأشخاص الراغبين في الوقاية من انتكاسات الاكتئاب من دون استخدام عقاقير». وشملت هذه الدراسة 424 شخصاً أصيبوا بالاكتئاب ثلاث مرات على الأقل وعولجوا سواء بالتأمل أو بالعقاقير. وبعد مراقبة استمرت سنتين، تبين أن الطريقتين في العلاج كان لهما أثر إيجابي في منع انتكاسة الاكتئاب أو تأخير وقوعها.