×
محافظة مكة المكرمة

مطالبات بتمديد مهرجان الورد الطائفي .. واللجنة المنظمة تدرس

صورة الخبر

الأسبوع الماضي كنت في إحدى الأسواق ولاحظت أما برفقة أبنائها وهي تبذل جهدا كبيرا وشاقا في إقناع طفلها الصغير ذي السنوات الست باختيار أي ملابس يريدها مقابل أن يخلع بدلته العسكرية، وليس من باب الفضول بل من باب الشفقة اقتربت من الأم أسألها عن سبب إصرارها على هذا الطلب وتقديمها جميع الإغراءات للطفل ليخلع بدلته، فأخبرتني بتنهيدة مؤلمة أنه يرفض أن يخلعها حتى وقت نومه، وأنهم يواجهون صعوبة كبيرة في إقناعه بهذا منذ خمسة أيام، فقلت لها هل تسمحين لي بالتحدث معه على انفراد؟ بعد أن عرفتها على نفسي فوافقت بكل امتنان، ولما جلست معه وحدنا على أحد كراسي الانتظار المنتشرة في السوق وبدأنا "نسولف"، ذهلت من سوداوية الأفكار التي قد تسببها الأحداث المؤلمة في نفسيات أطفالنا ونحن نظن أنهم لا يشعرون بما يجري حولهم. لقد أخبرني ذلك "العسكري الصغير" أنه لا يريد أن يخلع بدلته العسكرية لأنه يؤمن أنها تسبب الرعب لعدوه فلا يقترب منه، وقال بالحرف الواحد "عشان إذا شافني الحوثي ينحاش وما يذبح أهلي"! ثم أخبرته بلغة مبسطة يستوعبها عقله الصغير أن الله تعالى، ثم جنودنا البواسل يحمون حدود الوطن ويدافعون عنه بالسلاح وقوة الإيمان ولن يدخل وطننا أي حوثي -بعون الله وقدرته-، ولذلك عليه ألا يخاف أبدا على أهله فهم في أمان بإذن الله، فسألني ببراءة "أقدر أحارب معاهم طيب؟!" قلت: أكيد بإذن الله تستطيع أن تحارب معهم ولكن حين تكبر قليلا، ولذلك يجب عليك أن تحافظ على بدلتك وتضعها بدولابك حتى يسمحوا لك بذلك، أخبرت الأم بكل ما جرى بيننا من حديث فشكرتني، وقبل أن أبتعد رأيت ذلك "العسكري الصغير" وهو يبحث مع والدته عن ملابس جديدة سيرتديها!. أيها الجندي الشجاع عشق الوطن أهزوجة جميلة كنا نتغنى بها ونحن أطفال صغار وظلت تتردد بين حنايا صدورنا ونحن كبار، ولكنك أنت من جعلت من هذه الأهزوجة بطولات على أرض الواقع حين حملت روحك فوق كفيك وواجهت باستبسال وشجاعة "عصابة الحوثي والخونة!". أيها الجندي الشجاع لو سمعت كلمات هذا الطفل الصغير لأدركت إلى أي مدى تتعلق بك الآمال من بعد الله تعالى في حماية حدودنا من عبث كل حوثي وخائن! فلتناموا يا أطفال وطني بسلام وأمان.