×
محافظة مكة المكرمة

أمانة جدة تزيل تعديات على مساحة 3 ملايين متر مربع

صورة الخبر

الدول الكبرى تؤمن بأن من حقوقها المشروعة أن تعمل على صناعة (رأي عام، مؤيد أو على الأقل متفهم لمواقفها)، تلجأ إليه ليُـقَـدَّم لها الــدعم اللوجستي والإعلامي عند الحاجة. ومن وسائلها للوصول لتلك الغاية ( الـقــوى والبرامج الناعمة: المساعدات المالية، والثقافة، والإعلام، والتعليم، وغيرها)!! وإيـران الصّـفَــوية الطامعة في الوصول لـ (إمبراطوريتها المنشودة) بعد ثورتها الخُـمينية أدركتْ تلك الـمُـسَــلّــمَــة؛ ولذا سعت إلى نشر عقيدتها الطائفية بين أبناء المسلمين في مختلف القارات عبر تلك البرامج (مستغلة فقر وجهل شريحة كبيرة منهم، متسترة تحت شعارات عاطفية كـنُــصرة الإسلام، والعِــداء (للغَــرب وأمريكا وإسرائيل)! فَـسَـفارات إيران وقُـنْصلياتها واسعة الانتشار يقودها رجال دِيــن (مُـعَـمّـمُـون) متحمسون جداً لـبَـثّ الفكر الطائفي، ومكاتبها الدعوية، ومراكزها الثقافية لا يكاد يخلو منها إقليم أو مدينة في الكثير من الدول الإسلامية والعالمية، وقد رأيت الكثير منها إبان زياراتي لأكثر من (40 بلداً) حول العَـالَــم! وإضافة لاستقطابها لمئات الألوف من أبناء المسلمين في مِـنَـح دراسية جامعية، هناك مدارسها ومعاهدها وجامعاتها التي تُــرسّــخ لمبادئها في العديد من البلدان، فـمثلاً وليس حصراً في السنغال (جامعة المصطفى العالمية)، ونيجيريا تحتضن (جامعتي: آل البيت، وجعفر الصادق) الإيرانيتين، وفي إندونيسيا تنشط (جامعة الزهراء بمنطقة بونجيت)؛ أما أفغانستان فـفيها أكثر من (15 جامعة إيرانية أو مدعومة منها)!! وطلاب تلك المِـنَـح والجامعات والمدارس يتخرجون وقد أصبح ولاؤهم للـتّـشَــيّــع الصّــفَــوي مَــذهباً، ولإيران سياسَــة!! وفي المجال الإعلامي يبرز دور أكثر من (50 قناة) ناطقة بالمذهب الإيراني، تعمل جاهدة على غرسه في النفوس بعدة لغات، ولمختلف شرائح المجتمع! جهود الثورة الإيرانية المتعددة والمتنوعة وقواها الناعمة خلال السنوات الماضية تزايدت معها أعداد من اعتنقوا المذهب الصّـفَــوي المتطرف ودافعوا عنه، وتعاطفوا معه، ومنهم (7 ملايين في الغرب الإفريقي، و5 ملايين في إندونيسيا كما تؤكد بعض الإحصاءات والدراسات، والإيرانيون الآن يبحثون عن موطن قدم في المالديف وجُــزر القُـمر، وبعض الجزر البعيدة وقد لمست ذلك في (مَـدغَشـقَــر وسِـيْــشِــل ورِنْــيُــون) وغيرها! وفي مقابل (النشاطات الإيرانية الصفوية) لمحاولة فَــرْض هيمنتها وفكرها الطائفي والسياسي الإقصائي نجد أن العديد ممن يحملون لواء (الإسلام الـسُّـني المعتدل) في عالمنا الإسلامي إما صامتون أو غارقون في الفوضى والصراعات الفكرية الجانبية؛ فكلّ طائفة تلعن أختها، وهذا ما سوف نتحدث عنه غداً؛ فلا تذهبوا بعيداً. aaljamili@yahoo.com