×
محافظة حائل

القبض على عامل قتل آخر في حائل

صورة الخبر

إنها ليست حربا بمفهومها التقليدي، بل حرب هوية وقومية وثقافة.. صراع وجود قبل أن يكون صراع حدود. جاءت عاصفة الحزم لتبعث نار الأمل في النفوس من جديد، وتوقظ ماردا طال به الغياب، لم نكن أقوى لا عسكريا ولا إعلاميا خلال حرب تحرير الكويت 1991 لكن ذلك لم يؤثر أبدا، تحررت الكويت وحمت المملكة حدودها من تحد خطير. واليوم نحن أقوى عسكريا وسياسيا وإعلاميا ألف مرة، وحتما سننتصر بدوافعنا الأخلاقية وقوتنا العسكرية والمجتمعية المتوحدة خلف قيادتنا. لا يهم ما يتفوه به منبر تافه هنا أو مسؤول حزبي هناك في مسننات دعاية المشروع الإيراني في المنطقة.. لم يسكتوا أساسا ولو كانوا يملكون من التأثير شيئا لما وفروه خلال دخول قوات درع الجزيرة لدولة البحرين 2011. هم اليوم في موقف أضعف ووضع أقل لذا يجيء هذا الصراخ المتصاعد ليعطي مؤشرا على حجم الأزمة، أزمة الانهيار والتداعي ونهاية الحلم الإمبراطوري المدفوع بخيالات التاريخ وهذيانات السير. الذين خبروا حرب تحرير الكويت يتذكرون كيف كانت غالبية الإعلام العربي والأحزاب والفعاليات السياسية والفكرية والاجتماعية تصطف ضد قرار المملكة التاريخي حينها، كانت الهجمة شرسة وترتدي رداء أخلاقيا، كان الناس يتابعون في الأعم منابر محددة إذاعية وصحفية، كانوا أكثر براءة لكن في نهاية ذلك كله كانت هناك تجربة حقيقية محصت الجميع. تعلم مجتمعنا الدرس جيدا ولم تعد تنطلي عليه التخريجات اللفظية والشقلبات الكلامية، اليوم غالبية الأحزاب والفعاليات السياسية والفكرية والاجتماعية العربية بشكل أساسي من أقصى اليسار وحتى أقصى اليمين هي في أغلبها تدعم قرار الملك سلمان بدعم الشرعية في اليمن عبر عاصفة الحزم، وترى فيه إنقاذا لمهددات كثيرة للهوية العربية والإسلامية، للمنطقة والعالم من امتداد توسعي محكوم بوهم التاريخ وتراكمات الثأر وهوس القومية، كلها منطلقات ثقافية كانت وما زالت، وستبقى.