ماذا كان يتوقع (أبومحمد) بعرض عدة تصاميم لتصويت شعب (الفقاقيع) العربي السعودي، أعظم شعب (مُتَنَيْئِم/ امْتَنَيْوِم) في الدنيا والآخرة؟! فلئن كانت الشعوب المتقدمة تتخذ الشعارات أهدافاً تسعى لتحقيقها، فإننا نتخذها بالوناتٍ، نفرقعها في عيد ميلاد التاريخ! ولو جاء بكل تصاميم الأرض، لما فاز بالتصويت غير: (أطمح إلى شعارٍ أفضل)! ولكن تحسب له شجاعته في التراجع عن (زود العشم)، وإن فرح الشامتون قليلاً، وقالوا: عجزتم عن تصميم شعار؛ فكيف ببقية الملفات المزمنة؟ أما تاريخ التعليم فيرصد: أن بداية التدهور كانت عندما استجابت الوزارة لإرادة أولياء الأمور، كما ذكرت في بيانها لإلغاء نظام التعليم الثانوي الشامل (الساعات)، بعد (6) أشهر فقط من تعميمه سنة (1406هـ/1985م)! وكانت قد جرَّبت هذا النظام في (3) ثانويات فقط في المملكة، وأنضجته على مدى (10) سنوات (1976ـ 1985)، دون أن تأخذ رأي أولياء الأمور!! وكان هو النظام المنسجم مع التطور الهائل، الذي كانت تعيش المملكة ذروته في تلك المرحلة! وكان من أهم ميزاته ـ علاوةً على حداثة المقررات وطرق التدريس ـ أنه يُعِدُّ الطالب ليكون مسؤولاً عن حياته، مسؤولية فرديةً كاملة، حتى يصبح عضواً حيوياً، فاعلاً بإيجابية في بناء وطنه، وقادراً مبدعاً على تصميم مستقبله! وقد أدى إلغاؤه الارتجالي ـ كما قلنا كثيراً ـ إلى مسخ شخصية الأجيال منذ ذلك التاريخ، وحرث العقول وتجهيزها للوصاية عليها، مستسلمةً سلبية سليبة الإرادة، فوق ما كان يأمله (تيار الصحوة)، الذي لم يفوِّت الفرصة لاختطاف التعليم من (لغاليغو)! ومن يسيطر على العقول: هل يجد صعوبةً في حشوها بما يحقق أجندته (الآيديولوجية) وأطماعه السياسية؟ وهل كان يمكن أن نسمع بأية منظمةٍ إرهابيةٍ متطرِّفة، لو استمر نظام التعليم الشامل، في تخريج شخصيات مستقلةٍ، تفكِّر بحرية ترفض نظام التأجير، المنتهي بالاستعباد التام؟ وقد سألنا مراراتٍ سابقة: لماذا نجح ربيع (تونس) في التخلص سريعاً، من غزو الفكر الإخواني الإقصائي، بينما اضطرت شقيقتها الكبرى مصر إلى عملية جراحية، ما زالت تدفع ثمن مضاعفاتها الباهظ؟ لقد كان التعليم في تونس (بورقيبة) هدفاً (نخبوياً) محققاً، بينما ظل في مصر (الصَّورة): انفخ البلالين يا نقاتي!!! نقلا عن مكة