لا يملك المرء وهو يتابع أو يطالع نوبة السباب المتبادل بين مسؤولي البيت الأبيض في أمريكا ونتنياهو في إسرائيل إلا أن يقول بالعامية المصرية والعربية "العبوا سوا"!. ولقد كان من الممكن أن تستبدل العبارة بأخرى مثل "العبوا غيرها" أو نحو ذلك من عبارات الشك لولا أن السيد جون كيري وزير الخارجية دخل على الخط في محاولة للصلح أو الإصلاح. والذي حدث أن مسؤولي البيت الأبيض والخارجية الأمريكية ضاقوا بتصريحات نتنياهو أو استفزازاته والتي وصلت إلى حد تصريحه بأنه " شطب إدارة أوباما"، ويعتزم اعتباراً من الآن مخاطبة الكونجرس والشعب الأمريكي مباشرة في حال التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني"!. هنا استشاط مسؤول في الخارجية الأمريكية من إهانة رئيسه الذي هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والعالم كله قائلاً -وأنقل هنا بالحرف الواحد حتى لا يغضب أي مسؤول إسرائيلي أو عربي- "بالنسبة إليَّ فإن نتنياهو حقير وجبان". وقال آخر: "الجيد حول نتنياهو هو خوفه من الدخول في الحروب، والسيئ فيه أنه لن يفعل شيئاً للوصول إلى ترتيبات مع الفلسطينيين أو الدول العربية السنية- هكذا قال- وكل ما يهمه هو حماية نفسه من هزيمة سياسية. ويضيف المسؤول الأمريكي حسبما نقلت جريدة "الحياة" إن نتنياهو ليس "شارون" وهو قطعاً ليس "بيجن".. إنه يفتقد الجرأة التي كانت لدى هؤلاء!. هنا ومرة أخرى غضب الإسرائيليون من وصف نتنياهو بـ"الحقير" معتبرين ذلك "شتيمة رخيصة"! وقالت مصادر في مكتب رئيس الحكومة إنها فوجئت بـ"فظاظة التعابير"التي لجأت إليها الأوساط الأمريكية. كان الأمر على هذا النحو يبدو وكأنه أو كأنها معركة سياسية طاحنة ستسفر عن تحرك ما لصالح القضية الفلسطينية، لكن الوزير كيري سارع فيما يشبه الاعتذار بالإعراب عن سخريته من وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"الجبن" ومؤكداً إن مثل هذه التصريحات "مهينة وغير مقبولة" بل إنها لا تعكس رأيه ولا رأي الرئيس باراك حسين أوباما وإدارته!. أعود فأقول في ضوء ذلك التسلسل تصبح العبارة المناسبة هي "العبوا سوا"! والحق كذلك أن لعب الطرفين علينا أو بنا مستمر ومتواصل منذ عشرات السنين يتخلله تصريح من هنا وآخر من هناك.. زيارة من هنا وأخرى من هناك.. مؤتمر هنا وآخر هناك.. مظاهرة هنا وأخرى هناك والنتيجة ليس استمرار الأمر على ماهو وإنما استفحال الأمور لدرجة اقتحام نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيجلن للحرم القدسي الشريف البارحة الأولى. إن أحداً عربياً على الأقل لا يمكنه الآن أن يصف نتنياهو مثلما وصفه المسؤولون الأمريكيون بـ"الجبان".. فأي جبن والرجل وأركان حكومته وأركان جيشه يعربدون ويقتلون منذ سنوات، فيما تواصل أمريكا التحديق في جراحنا؟!. لقد مضى وقت طويل طويل ونتنياهو بل وشارون وبيجين وغيرهم يواصلون صرع أطفالنا فيما واشنطن الصديقة لاهية عنا!! وإذا كان وصف نتنياهو بـ"الجبان" لا يستوى أو يستقيم عربياً في ضوء ما فعله ويفعله كل يوم أو كل شهر أو كل سنة في غزة وغيرها، فإن وصف "الحقير" الذي تبناه المسؤول الأمريكي هو الذي يكمن حول الجدل الأمريكي- الإسرائيلي ربما لأسباب لا علاقة لها بفلسطين أو بالعرب أجمعين!. هذا إذا افترضنا صحة الجدل واحترمنا وساطة كيري ليس بيننا وبينهم، وإنما بينهم وبين بعضهم.. فإن لم يكن فلنمسك بشعار "العبوا سوا" ودعونا نحن نلعب ونتعب تارة مع "داعش" وأخرى مع "الحوثيين" وثالثة مع "النصرة".. ويا ألف حسرة وحسرة!!. sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain