أسفر التحقيق مع قائد الطائرة الكينية التي أجبرت على الهبوط في مطار جازان يوم أمس الأول من قبل قوات التحالف بعد اختراقها الأجواء اليمنية عن كشف قيام الميليشيات الحوثية بإصدار تصاريحٍ مزورةٍ لشركات الطيران لتصبح هذه الطائرات ضمن المجال الجوي في نقاط غير مسموح بها ما قد يعرضها للخطر. وأشار المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري إلى أن الحكومة اليمنية وقيادة التحالف يؤكدان على أن الجهة الرسمية لإصدار أي تصاريح جوية أو بحرية هي قيادة التحالف ولن يسمح لأي طائرة بالهبوط في مطارات الجمهورية اليمنية ما لم تكن حاصلة على تصريح رسمي من قيادة التحالف، لافتاً إلى أن الطائرة الكينية غادرت بعد استكمال التحقيق معها، داعيًا الجميع للتقيد بتعليمات إصدار التصاريح منعًا لحدوث أي أخطاء وتجنباً للتعامل العسكري مع أي طائرة مخالفة. وأوضح خلال الإيجاز الصحفي الذي عقد مساء أمس بقاعدة الرياض الجوية أن الميليشيات الحوثية واصلت تضييقها على المواطن اليمني بما تقوم به من تصرفات عبثية آخرها وضع نقاط التفتيش على المنافذ الحدودية بين اليمن والمملكة وعلى الموانئ والمطارات والقبض على المواطنين الداعمين للشرعية وإطلاق النار عشوائيًا على من يخالفها، مشيرًا إلى وجود معلومات تؤكد اختطاف عمال إغاثة متطوعين في محافظة لحج، إضافة إلى مضايقة موظفي الصليب الأحمر أثناء تأديتهم أعمالهم. وأكد عسيري أن العمليات الإغاثية في اليمن تحقق تقدمًا كبيرًا في سبيل تحسين وضع المواطن اليمني على الأرض في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الجمهورية اليمنية حاليًا، كاشفاً عن تقديم دولتي الإمارات العربية المتحدة وقطر تبرعا بأربع طائرات تحمل مواد إغاثيةً وغذائية، مشيراً إلى أنها وصلت إلى جيبوتي اليومين الماضيين وتم شحنها إلى موانئ عدن والحديدة وموضحاً أن هناك عدة شحنات أخرى ستصل خلال اليومين القادمين عبر جسر بحري لإيصال المواد الإغاثية للموانئ اليمنية. الإفراج عن قائد الطائرة الكينية التي أجبرت على الهبوط في جازان والتحذير مستمر من الدخول في الأجواء اليمنية وثمن العميد ركن عسيري مبادرة جمهورية جيبوتي في فتح المجال الجوي والبحري لقيادة التحالف مؤكدًا أن هذه المبادرة ستسهم في تعزيز ودعم أعمال الإغاثة والعمليات الإنسانية في اليمن. وأكد المتحدث باسم قوات التحالف استمرار دعم اللجان الشعبية في أعمالها ودعمها للتقدم نحو المواقع التي يتم فيها القتال مع الميليشيات الحوثية حيث نفذت عمليات في لحج وتعز وعدن، مشيرًا إلى أن قوات التحالف قامت أمس الأول بدعم اللواء (35) الذي يخوض معارك ضد الحوثيين وعناصر الجيش المتمردة، إضافة إلى استهداف القصر الرئاسي في تعز الذي استخُدم مركزا للعمليات ومخزنا للذخيرة. وواصل عسيري تأكيده أن قيادة التحالف لديها معلومات مؤكدة تفيد بأن الميليشيات الحوثية تحضر لأعمال على الحدود السعودية، حيث قامت بتحريك المعدات من صنعاء باتجاه الشمال، موضحاً أن قوات التحالف تقوم الآن بمتابعة هذه التحركات وتدميرها، إضافة إلى استهداف المواقع التي تتحصن بها هذه الميليشيات ومنها اللواء (125) شرق عدن واللواء (117) في منطقة صعدة. أكبر معيار لدعم الشرعية مشاركة الألوية في العمليات القتالية ضد الميلشيات الحوثية وأشار إلى أن قوات التحالف مستمرة في تنفيذ عمليات الإسقاط والدعم اللوجستي لعناصر المقاومة واللجان الشعبية في أكثر من موقع، مؤكداً أن اللجان الشعبية داخل عدن تقوم بإحراز تقدمٍ على الأرض حيث بدأت بالتعرف إلى مواقع تخزين الذخيرة والأسلحة داخل المساكن والأحياء، كما قامت اللجان خلال ال 24 ساعة الماضية بالهجوم على مواقع في خور مكسر والمعلا، وعثرت على مساكن حولتها الميليشيات إلى مخازن ذخيرة ونقاط تجمعات. ولفت العميد عسيري النظر إلى أن ميليشيا الحوثي وأعوانهم في منطقة صعدة خططوا لأعمال بالقرب من الحدود الجنوبية للمملكة حيث حدثت اشتباكات من بعد عصر أمس الأول وحتى ساعات متأخرة من الليل في قطاع نجران أتخذت معه القوات البرية السعودية الإجراءات اللازمة ما نتج عن هذه الاشتباكات استشهاد أحد أفراد القوات البرية وإصابة آخرين بإصابات بسيطة مؤكدًا أن الحدود البرية الجنوبية للمملكة ستظل آمنةً بمشيئة الله بالرغم مما تقوم بهذه الميليشيات من أعمال تهدف لتوسيع تحركاتها وجرّ قيادة التحالف إلى الانطلاق بريًا عبر اليمن. وأوضح المتحدث لقوات التحالف أن سفن الإغاثة المحملة بالمواد الإغاثية والتموينية وصلت إلى الموانئ اليمنية ويتم العمل على تسهيل تحركها من قبل القطع البحرية التابعة لقيادة التحالف إضافة إلى استمرار العمل لضمان وصولها. ونوه العميد عسيري بانضمام عددٍ كبيرٍ من القبائل اليمنية لدعم الشرعية حيث أعلنت يوم أمس قبائل من حضرموت دعمها للشرعية، مجددًا في الوقت ذاته دعوته للمواطنين ورجال القبائل وعناصر وقيادات الجيش اليمني المتمرد للعودة لدعم الشرعية وتجنيب اليمن ويلات الحرب. وأكد المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع على وجود تواصل دائم من قبل الحكومة اليمنية مع قادة الألوية التي تعرف تواجهاتهم، مبيناً أن اللواء 35 كان أحد الألوية المتمردة وعاد للشرعية والآن ينفذ عمليات قيادية ضد الميليشيات الحوثية، لافتًا النظر إلى أن أكبر معيار لدعم الشرعية هو مشاركة الألوية في العمليات القتالية ضد الميليشيات الحوثية وحماية المواطن اليمني. وأوضح العميد عسيري أن العمل يسير على وتيرة ونسق تصاعدي والضغط مستمر على الميليشيات الحوثية للخروج من المناطق المأهولة بالسكان حتى تصبح عرضة للعمليات الجوية، مشيراً إلى أن قوات التحالف نفذت خلال 24 ساعة الماضية 100 طلعة، الأمر الذي زاد من الطلعات الجوية لتتجاوز حاجز ال 2000 طلعة حتى الآن.