حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالمحسن القاسم –في خطبة الجمعة أمس- أهل اليمن من الفرقة والاختلاف، داعياً إياهم أن يجتمعوا تحت راية إمامهم، مذكراً بمجدهم في الإسلام، قائلاً: على أهل الإيمان في اليمن أن يتذكروا سابق مجدهم في الإسلام، وأن يحفظوا ما أثنى به النبي صلى الله عليه وسلم عليهم بقوله: "أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان، والحكمة يمانية"، وأن يوحدوا كلمتهم على الحق والدين، وأن يحذروا الفرقة والاختلاف، وأن يجتمعوا تحت راية إمامهم، وعلى الفئة الباغية أن تفيء إلى أمر الله وتعود إلى رشدها. وقال فضيلته: لقد نفى الله عز وجل الفلاح والسيادة عن الظالمين "إنه لا يفلح الظالمون"، ولئن تأخر هلاكهم فلحكمة أرادها الله، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"، وقد أمر الله بزجر الظالمين وردعهم عن طغيانهم وكف شرهم عمن تحتهم، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بنصرة المظلومين "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، وهذا من حق الأخوة في الدين، وإغاثة المظلومين من شيم الرجال والعظماء، وبفضل الله سبحانه وتعالى استجاب قادة هذه البلاد لغوث المظلومين في أرض اليمن فعصفت رياح الحزم والقوة على الظلم والجور. وأضاف: لقد تكاتفت الرعية مع إمامها فلاح النصر واستبشر المؤمنون، وتمام النصر وكماله وجماله بالفزع إلى الله وحده، والدعاء مفتاحه، وبالصبر والتقوى يتلاشى كل ضرر، وذكر الله كثيراً في القتال من علامات الفلاح، والصلاة عون في الشدائد، والتوكل على الله مع فعل الأسباب إيمان وقوة، وحسن الظن بالله توحيد ونصر، وتصديق وعده فتح وبشرى، والمؤمن متعلق بربه حذر من العجب بنفسه وقوته أو كثرته، والمسلم راجح العقل يتثبت فيما يسمعه، وهنيئا لمن فدى الحرمين الشريفين بنفسه ودمه ونصر المظلومين ورفع راية الدين، وعلى من يؤدي هذه العبادة العظيمة أن يخلص النية فيها لله، والمرابط موعود بالأجر العظيم، ومن صدقت نيته بمشاركة إخوانه في تلك الطاعات نال الثواب وإن لم يعملها.