×
محافظة المنطقة الشرقية

قوات هادي تأسر 460 ضابطاً وجندياً من الانقلابيين

صورة الخبر

القاهرة: خالد محمود بينما قال سكان وناشطون محليون في العاصمة الليبية طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن المدينة الخاضعة لسيطرة ميليشيات فجر ليبيا المتشددة تشهد حالة استنفار أمني وعسكري غير مسبوقة، كشف المكتب الإعلامي لعملية فجر ليبيا النقاب إن «جميع سرايا الاستخبارات المدنية بالعاصمة في حالة نفير عام». وقال مصدر رفيع المستوى بالجيش الليبي لـ«الشرق الأوسط» إن الغارات الجوية على مواقع وأهداف تابعة لميليشيات فجر ليبيا لن تتوقف على الرغم من تنديد المبعوث الخاص للأمم المتحدة برناردينو ليون بها، مشيرا إلى أن طائرات الجيش مسؤولة عن قصف حربية مطار معيتيقة في طرابلس، وأهداف أخرى في غرب ليبيا، أول من أمس. واعترف مسؤول في المطار بأن القصف أصاب بطارية صواريخ كانت على بعد نحو عشرة كيلومترات من المطار على مشارف طرابلس. وقالت مصادر محلية إنه اندلع، أمس، قتال في منقطة قصر بن غشير القريبة من مطار طرابلس الدولي، والمتاخمة لمنطقة الساعدية شمال مدينة العزيزية التي تسيطر عليها قوات الجيش الوطني الموالى للشرعية في البلاد بقيادة الفريق خليفة حفتر. وأوضحت أن الميليشيات قد أخلت معسكراتها، ولجأت إلى مبانٍ عامة خوفا من القصف، الذي تشنه طائرات الجيش، مشيرة إلى انتشار كبير للقناصة. وأعلنت أن أرتال المسلحين التي تصل إلى وادي الربيع شرق العاصمة طرابلس تأتي من مدينة مصراتة، لافتة إلى وجود احتقان في منطقة تاجوراء بعد مقتل سبعة من مصراتة على أيدي الكتيبة 101، والتي أعلنت ولاءها للجيش في وادي الربيع قبل يومين. من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية إن العاصمة طرابلس تشهد منذ أول من أمس ما وصفته بـ«بداية انتفاضة» لأهالي المدينة ضد ميليشيات الإرهاب والتطرف التي تسيطر عليها، مشيرة إلى أن الأهالي في مناطق سيدي خليفة وشارع الزاوية وحي طريق السور أغلقوا المستشفى المركزي بالعاصمة ومقر البريد المركزي، فضلاً عن إغلاق الطرقات المؤدية إلى أحيائهم بسواتر ترابية، فيما تجوب سيارات مسلحة للميليشيات شوارع العاصمة بشكل كثيف ولافت للنظر. وقال سكان في منطقة تاجوراء شرق طرابلس إن المنطقة تشهد إغلاقا جزئيا لبعض الشوارع بعد وصول تهديدات من قبل الميليشيات. وكانت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني، وتتخذ من شرق البلاد مقرا لها، قد حثت أخيرا شباب الأحياء بطرابلس على الانتفاضة ضد حكم الميليشيات أسوة بشباب الأحياء في بنغازي ومساندة قوات الجيش التي قالت إنها سيطرت على جنوب العاصمة وأجزاء واسعة من المنطقة الغربية. في المقابل، قالت ميليشيات فجر ليبيا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في بيان مقتضب إن سرايا الاستخبارات تجوب كل شوارع العاصمة لتقطع الطريق عن كل عابث. وادعت المكتب أن المعلومات تفيد باستهداف المارة وقتلهم في شوارع متفرقة في أنحاء متفرقة من طرابلس بسيارات معتمة الزجاج، ثم الادعاء لاحقا بأنها تابعة لميليشيات فجر ليبيا وقوات الردع الخاصة. وطالبت أولياء الأمور بالحرص على أبنائهم الذين يستقلون سيارات بهذه المواصفات، وممن يحملون السلاح خارج شرعية الدولة، محذرة من أن الميليشيات لن تتهاون مع هؤلاء، وسيكون الرد قاسيا جدا لكل من يحاول المساس بأمن العاصمة. ودعت الأجهزة الأمنية بالعاصمة وما جاورها، إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى والتدقيق في التفتيش في كل البوابات المنتشرة فيها. إلى ذلك، أعلنت حكومة الثني الشرعية تكليف العقيد مصطفى الدباشي بتسيير مهام وزارة الداخلية، خلفًا للوزير السابق عمر السنكي، الذي يرفض الثني عودته للعمل على الرغم من مطالبة مجلس النواب بذلك، حيث قال طارق الخراز الناطق باسم الوزارة إن الدباشي تسلم مهام عمله رسميًا. وفى مدينة درنة، التي تعتبر المعقل الرئيسي للجماعات الإرهابية بشرق ليبيا، قتل أحد أفراد الجيش وأصيب ثلاثة آخرين بجروح خلال اشتباكات وقعت بمحور عين مارة بين الجيش وميليشيات ما يعرف مجلس شوري ثوار درنة الإرهابي بمنطقة الظهر الأحمر. ونقلت الوكالة الحكومية عن مسؤول أمني أن الميليشيات التي تسيطر على درنة قصفت تمركزًا للجيش بصواريخ «غراد» دون وقوع أضرار بشرية أو مادية، مشيرا إلى أن الجيش قصف في المقابل مواقع الصواريخ وأصابها إصابات مباشرة. وتتصارع حكومتان، إحداهما تباشر عملها من الشرق والأخرى مقرها طرابلس على السيطرة في ليبيا، ويتبادل الجانبان شن الغارات الجوية بعد أربع سنوات من الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011. وتواجه الحكومتان انقسامات داخلية، ويهيمن عليهما مقاتلون سابقون ساهموا في الإطاحة بالقذافي، لكنهم يتحاربون الآن للسيطرة والنفوذ، بينما يفضل المتشددون على الجانبين الحل العسكري.