تعكف الاتحادات الرياضية على مستوى العالم وعلى رأسها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على محاربة التلاعب في المباريات، التي يكون لها أطراف مستفيدة، حيث تجرم المؤسسة الرياضية كل أطرافها وتؤيد بقوة إصدار أقصى العقوبات في حق المشاركين فيها. في أوروبا تأتي مسألة المراهنات سببا في وجود تلاعب في مباريات كرة القدم، والدليل على ذلك التحقيقات المستمرة في الدوريات الأوروبية مع المدربين واللاعبين في مسألة التلاعب في نتائج بعض المباريات، في السعودية هناك رائحة لبعض التلاعب في بعض جولات دوري عبد اللطيف جميل، وبنسبة أكبر في دوري الدرجة الأولى والثانية حيث يرفض المنتسبون للوسط الحديث عن حادثة بعينها أو تحديد مباراة مشبوهة، لكنهم يصرون على وجود تلاعب وفساد في مباريات كرة القدم المحلية، بالذات في نهاية الموسم حينما تكون بعض الأندية نتائجها لا تقدم ولا تؤخر في مسألة المنافسة أو الهبوط، وقد يكون مقابل بيع بعض المباريات مبالغ مادية لحل الأزمات المالية أو تسهيل بيع وإعارة بعض اللاعبين، والدليل على إمكانية وجود مثل هذه المسائل هو إنشاء هيئة للنزاهة في الكرة السعودية للحد من هذا الأمر. وفتح اتهام علاء مسرحي لاعب نادي الدرعية، لمعدي الهاجري رئيس نادي القادسية أنه حاول رشوته عبر وسيط، لتسهيل مهمة فريقه للظفر بنقاط مباراتهما في دوري الدرجة الأولى العيون، ما استدعى تشكيل لجنة داخلية من قبل اتحاد القدم السعودي لكشف ملابسات القضية ومن هو الفاعل الحقيقي، حيث قال لـ "الاقتصادية" عدنان المعيبد المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي حينها، "هناك لجنة من أربعة أشخاص هم عضو من رابطة دوري المحترفين، الأمين العام وأحد القانونيين الموجودين في الاتحاد مع ضابط نزاهة المعتمد من قبل الاتحاد الآسيوي للبحث عن هذا الموضوع ومناقشته واستدعاء الأطراف الذين وردت أسماؤهم في تلك الحادثة وبعد ذلك يرفعون حيثيات ما تم التوصل إليه، ونتائجه إلى لجنة الانضباط وهي المعنية التي ستصدر قرارها حسب اللوائح الموجودة"، مشيرا إلى أن اللجنة قد تستعين بجهات حكومية ومعلوماتية أخرى للتوصل للحقائق الغائبة، مستقبلاً. وقال معدي الهاجري حول اتهام علاء مسرحي لاعب الدرعية برشوته من قبل إدارة القادسية "نحن في القادسية رفعنا خطابا إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم واتبعنا الإجراءات النظامية حسب اللوائح، وننتظر الرد منهم؛ فهم على كيفهم إذا أرادوا أن يناموا عليها، فنحن جئنا كي نخدم الرياضة السعودية من خلال نادي القادسية ولا نبحث عن الإساءات الشخصية وخلافها". الهاجري بعد فوز القادسية على الأهلي في كأس الملك. "الاقتصادية" قلبت هذه الأوراق الحساسة، والجريئة دون أن تحدد اسماً بعينه أو نادياً دون غيره، عن ذلك اعتبر الدكتور مدني رحيمي الوسط الرياضي قابلا لكل الاحتمالات، وقال "لا يمكن أن يتم تنزيهه ومن الظلم أن يتم التعميم على ذلك في جميع المنتمين للرياضة". وأكد أن هناك نفوسا ضعيفة دخلت الوسط الرياضي لا تقبل الخسارة أو الهبوط لدرجات دنيا، وقال "الوسط الرياضي في السعودية كغيره من الأوساط الرياضية على مستوى العالم، لا يمكن أن يكون منعزلا عن الآخرين ونزيها بدرجة كاملة لأن هناك نفوسا ضعيفة موجودة في الوسط الرياضي، لا يمكن أن تقبل الخسارة في بعض المباريات أو الوجود في مراكز متأخرة ويعتقدون أن المال قد يحقق كل شيء في كرة القدم، وهذا الأمر يجعل هناك احتمالية لوجود تلاعب في كل الدرجات والدليل على ذلك وجود تلميحات بين فترة وأخرى حيال هذا الأمر، خصوصاً في الدرجات الدنيا البعيدة عن المجهر الإعلامي، وبالتالي قد تكون أرض خصبة للتلاعب وبيع الذمم". وأضاف "في الوقت نفسه لا يمكن أن نعمم ذلك على الوسط الرياضي، بل إن هذه التصرفات تعد شاذة للغاية، ووجودها بالتأكيد قليل جداً ولا يمكن مقارنته في أي مكان آخر لأنه يبقى هناك وازع ديني، والمشكلة الأكبر أن اختيار إدارات الأندية يكون بطريقة بدائية للغاية من خلال ترشيح مشجعين وأشخاص غير متعلمين، يكون ترشيحهم في الغالب متوافقا مع مصالحهم وأهوائهم دون النظر لفائدة النادي، لذلك فإن مشكلة الرياضة لدينا من الأساس هي الآلية التي يتم فيها الاختيار والنظام الذي يحدد الأسماء التي ترشح الإدارات". الأمر قد يكون أكثر وضوحاً عند بعض المسؤولين أو اللاعبين الذين عاشروا كل المنافسات في مختلف الدرجات، لأنهم هم الشاهد الذي يعتبر الأقرب إلى الحقيقة والواقع، "الاقتصادية" أجرت اتصالاً بفهد الطفيل رئيس الشعلة الذي ترأس ناديه في الدرجة الأولى والممتاز، وكان أمينا للنادي وهو في الدرجة الثانية للحديث عن هذا الموضوع لكنه رفض في البداية، ثم عاد وتحدث قائلاً "ما أعلمه أنه لا يوجد بيع للمباريات، لم يسبق لي أن واجهت مثل هذه المشكلة، لكن أنا كرئيس ناد لا يمكن أن أقبل أي مبلغ مادي أو أي أمر آخر من أجل الخسارة، حتى لو كان المقابل مبالغ طائلة؛ لأن هذا الأمر يؤثر في أمانة الشخص وذمته، التي لا يمكن أن تشترى بأي مبلغ فهي الباقية في سيرة أي رجل، وأرى أن مسألة بيع المباريات صعبة للغاية لأن كرة القدم تفاصيل بسيطة لا يمكن أن يتم التحكم بها والتأثير فيها". وزاد "بيع المباريات من أجل أي هدف أمر يصعب تطبيقه على الواقع، وإن حصل وتم تطبيقه فإنه سيكون واضحاً للعيان ولا يمكن أن يتم إخفاؤه إطلاقاً، والشخص النزيه لا يمكن أن يكون المال مؤثرا فيه لأن يتنازل عن أمانته مقابل لعبة وضعت للهواية، فريقي قد يخسر بسبب ضعف اللاعبين أو سوء الفريق أو لأي سبب آخر، لكن لا يمكن أن أطلب من المدرب أو اللاعبين الخسارة مهما كان المقابل والمغريات".